يحظي المتحف المصري بأهمية خاصة باعتباره المتحف الأثري الوحيد الذي تم بناؤه مبني متحفي قبل مائة عام في وقت كانت كل المتاحف عبارة عن قبلات سكنية ثم تحولت إلي متاحف كما أن قيمته العالمية كبيرة لكونه المتحف الوحيد في العالم الذي يضم أضخم مجموعة أثرية لأعظم اكتشافات وآثار العالم خاصة تمثال توت عنخ آمون والموميات.
للمتحف المصري تاريخ طويل يبدأ منذ عام 1825م حين أصدر محمد علي باشا مرسوماً بإنشاء متحف للآثار فاختاروا له مكاناً مؤقتاً علي ضفاف بركة الأزبكية «حديقة الأزبكية الآن»، وهي بين ميداني الأوبرا والعتبة ووضعوا وقتها فيه الآثار ولكن حكام مصر في هذه الفترة لم يشعروا بقيمة الآثار وأخذوا يهدونها لكبار السائحين الأوروبيين، وانتهي الأمر بنقل ما بقي في ذلك المتحف إلي حجرة مهجورة بالقلعة، واكتملت المأساة عام 1855م، حينما زار الأرشيدوق النمساوي «مكسمليان» هذه القاعة وهو بالقاهرة فأعجب بها فأهداها له الخديوى عباس باشا بأكملها إليه ونقلت إلي فيينا عاصمة النمسا ومازالت هناك حتي اليوم.وموقع المتحف الحالي في قلب القاهرة بميدان التحرير وأمام المتحف الحالي بركة صناعية صغيرة بها ماء ويستطيع الزائر أن يشاهد نباتي اللوتس والبردي.
يتكون المتحف من طابقين :-
الطابق الأرضي ويحتوي علي الآثار الثقيلة كالتوابيت والتماثيل الضخمة واللوحات الحجرية وتم ترتيبها حسب العصور التاريخية وهي آثار الدولة القديمة والوسطي والحديثة والعصر المتأخر، ثم العصر الإغريقي و الروماني وآثار بلاد النوبة. أما الطابق العلوي فيشمل الآثار خفيفة الوزن كالآلات والجهاز الجنائزي و التماثيل الصغيرة وأوراق البردي والتوابيت الخشبية والمعدنية الخفيفة والحلي والجواهر ثم منقولات من مقبرة توت عنخ آمون. يوجد في بداية المتحف آثار الدولة القديمة وهو العصر الذي يبدأ من الأسرة الثالثة و ينتهي بانتهاء الأسرة السادسة.
ومن آثار هذا العصر.. الأهرامات وأبوالهول، كما يوجد بالمتحف من آثار هذا العصر تمثال للملك خفرع وهو جالس، وهذا التمثال مصنوع من المرمر وحوله أربعة رؤوس من الحجر الجيري الملون لأربعة من الأقارب، كما يوجد لنفس العصر مجموعة جميلة من التماثيل الصغيرة تمثل خدماً يزاولون الأعمال ومنها تماثيل لامرأة تطحن الحبوب وبجوارها رجل آخر يقوم بعجن العجين اللازم لصناعة الجعة أو البيرة. ومن الجانب الآخر رجل يشوي أوزة ورأسه غير موجودة وبجانبه رجل واقف وعلي كتفه كيس ويحمل في يده اليمني نعلي سيدة، كما يوجد في هذا البهو عدة توابيت من مختلف الأحجار أهمها التابوت رقم 44 وهو من الجرانيت وهو لـ «خوفو عنخ» الذي كان مشرفاً علي المباني الملكية. كما توجد أيضاً الحجرة الجنائزية التي أخذت رقم 48 وهي من مقبرة دشري بسقارة وهي مثال بديع من الأسرة السادسة ويوجد أيضاً مجموعة من التماثيل منها تمثال رائع للملك خفرع وهو مصنوع من حجر الديوريت الصلب جداً وخلف رأسه يوجد صقر فارد جناحيهليحمي الملك وهذا الطائر رمز للمعبود حورس وهو الحد الأعلي للملوك القدماء في معتقدات الفراعنة.
شيخ البلد
ومن أهم المقتنيات أيضاً تمثال من خشب الجميز يسمي بتمثال «شيخ البلد»، وهناك تماثيل أخري رائعة كتمثال الكاتب المصري الذي يجلس كالقرفصاء وهو مصنوع من الحجر الجيري الملون وتمثال الأميرة نفرت وزوجها الأمير «رع حتب» الذي كان رئىساً لكهنة هليوبوليس. وبالنسبة للدولة الوسطي فهناك تماثيل الملك العظيم سنوسرت الأول وهو من الأسرة الثانية عشرة والتماثيل مصنوعة من الحجر الجيري وله ثلاثة تماثيل أخري علي الحائط تمثله علي هيئة الإله أوزوريس. ومن مقتنيات عصر الدولة الحديثة خصوصاً للأسرة الثامنة عشر وهي من أعظم الأسر في تاريخ الفراعنة، نجد في المتحف المصري صورة الآلهة حتحور وكان الفراعنة يصورونها علي شكل بقرة ويري الناظر الملك أمنحتب الثاني وهو يرضع منها ويجد الزائر حجرة لها قبو بجوار هذا التمثال علي جدارها يوجد الملك العظيم تحتمس الثالث وهو يقدم القرابين للإله آمون الذي يجلس علي عرشه، كما يوجد تمثالان صغيران يمثلان الملكة حتشبسوت. ومن آثار الأسرة التاسعة عشر تماثيل للملك «سيتي الأول» المؤسس الحقيقي للأسرة وهناك تمثال لابنه رمسيس الثاني الملك المشهور بكثرة تماثيله ومعابده وكذلك مجموعة تمثل الإلاهين حورس وست وهما يتوجان رمسيس الثالث ومجموعة أخري عبارة عن محراب من الحجر الرملي صنعها رمسيس الثاني وهي مكونة من مسلتين ومذبح وأربعة قرود تعبد الشمس، كما توجد تماثيل لحيوانات مقدسة.