على الرغم من نظرة المجتمع الشرقي السلبية لفنون الرقص الناتجة عن صورة نمطية سلبية للراقصة والمرتبطة بالإغراء المتركز في الجانب الجسدي بمعزل عن الجانب الروحاني، إلا أن الرقص اليوم يعد وسيلة من وسائل التعبير المشروعة والمحببة عن النفس والتحرر من متاعب الجسد والروح معاً.
أغلب المدارس العالمية لفن الرقص تحمل الشعار التالي:
To live is To Dance, To Dance is To Live
Learn it once and Enjoy it all Your Life
ومن أشهر وأمتع أنواع الرقص «الرقص اللاتيني» والتى تتميز بالحيوية الشديدة مقارنة بأنواع الرقص الأخرى ويتمتع ممارسوه بقدرة عضلية هائلة كما أنه يتناغم مع نوعية من الموسيقى التي تبعث على المرح والتفاؤل وتعد الأساس للكثير من الأغاني الحديثة في بلدان كثيرة، ومن أهم أنواع الرقص اللاتيني..
التانجو الأرجنتينى
يقال إنه قد انتقل خلال هجرات الأفارقة عبر إسبانيا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، مر تاريخ التانجو بعدة مراحل فبدأ بالتانجو الأندلسي الذي انتشر في إشبيلية ويتميز بوتيرة حركية معتدلة مع مرافقة موسيقية على الجيتار. وفي الفترة من 1880إلى 1890 انتشر التانجو الكريولو وهو مزيجاً بين التانجو الأندلسي والرقص الشعبي الكوبي والأرجنتيني ويتم أداؤه بمصاحبة الأوكورديون والماندولين والكمنجة ويمثل رقصات زوجية يؤديها الراقصان بعيدين كل منهما عن الآخر.
في نهاية القرن التاسع عشر ظهر التانجو الأرجنتيني كحصيلة تغييرات مستمرة طرأت على التانجو، وتأتي رقصة التانجو الأرجنتينية كرقصة زوجية يؤديها الراقصان وهما قريبان من بعضهما البعض.
المرحلة الأخيرة التي مرت بها هذه الرقصة هي المرحلة العالمية وتبدأ منذ أخذ معلمو ومصممو الرقص العالميون صقلها لتنتشر في العالم أجمع ودخلت تصنيف رقصات Ballrooms بجانب الفالس والفوكس تروت .
الباسا دوبلى
رقصة مستمدة من الأصول الإسبانية ومنبثقة من موسيقى الفلامنكو، وتعد من الرقصات الغجرية بجنوب إسبانيا ومستوحاة من تقليد مهاجمة الثيران وتسمى برقصة الانتصار فيمثل الرجل دور المصارع والسيدة تجسد الرداء الأحمر وهي معتمدة في مسابقات الرقص.
الرومبا
من أنواع الرقص البطيء التي ظهرت في كوبا في القرن التاسع عشر وتسمى برقصة الحب وتتميز بتحريك الخصر والركب وأجمل الأغاني مستوحاة من هذا الإيقاع. وهي من الرقصات المعتمدة أيضاً في مسابقات الرقص اللاتيني.
التشاتشا
رقصة سريعة الإيقاع أصلها من الريف الكوبي مع بدايات القرن التاسع عشر، كانت تعتبر فرعاً من رقصة المامبو إلا أنها غيرت من الأسلوب البطيء الذي تعرف به رقصة المامبو وتطورت مع السنين وأخذها الإنجليز والأمريكيون وطوروها وهي معتمدة في مسابقات الرقص ( Latino).
السامبا
وقد قدمت هذه الرقصة لأول مرة في مهرجان الشارع في شارع المسارح في نيويورك وهي رقصة برازيلية قديمة.
تعتمد على الإيقاع السريع ويتم فيها تحريك الجسم بكامله وتظهر هذه الرقصة في الكرنفالات السنوية خصوصاً كرنفال «ريو دي جانيرو» الذي يقام سنوياً في البرازيل.دخلت السامبا إلى أوروبا وفي فرنسا تحديداً عام 1920 وهي معتمدة في مسابقات الرقص اللاتيني وجميعنا نتذكر الفيلم الشهير والذي احتوى على رقصة السامبا المعروفة بـ “Lambada”.
الجايف
أو الروك أند رول سابقاً وهي نمط مستحدث من الروك أند رول الذي جاء إلى أمريكا عن طريق الزنوج في منتصف القرن الماضي ولاقى رواجاً منقطع النظير مثلها في ذلك مثل موسيقى الجاز التي ابتدعها الزنوج أيضاً،
ومن أعلامها في الغناء ألفيس برسلي وفرقة البيتلز وهي معتمدة في مسابقات الفئة الثانية (Latino). هناك أيضا رقصات مشهورة جداً لكنها غير معتمدة في مسابقات الرقص مثل المامبو والميرنفى والباشاتا والصالصا وهذه الأخيرة أشهرها على الإطلاق.
المامبو
أصلها كوبا، فهناك تطورت الموسيقى والرقص على يد أشخاص أصلهم من جزر تاهيتي. والمامبو رقصة تطورت من الدمج بين الموسيقى الكوبية القديمة وهي بالأصل «رومبا» وبين موسيقى
«سوينج».
ظهر المامبو لأول مرة عام 1943 وبلغ قمته عام 1947. واليوم فقدت هذه الرقصة مكانتها إلا بالنسبة لمجموعة من الراقصين الشغوفين بها والذين لا يزالون يرقصونها
الصالصا
من الرقصات الحديثة التي نشأت في كوبا عام 1950 ولاقت رواجاً كبيراً في العالم وتعتبر نسخة مبهرة من المامبو بإيقاعها السريع ويعتبرها البعض نوعاً من الروك آند رول اللاتيني، تعتمد هذه الرقصة على أداء بعض تمرينات الإحماء في البداية وطرق صحية للشد والاستعداد لحركات الرقص ويمكن القيام بها في المنزل مع شريك أو بدونه ويرى الخبراء أن ممارسة هذه الرقصة يعتبر بمثابة برنامج لياقة مفيد وفعال ويساعد في التمتع بالرشاقة وتحسين مظهر الجسم وشكله وزيادة الثقة بالنفس وهي رقصة تصنف كرقصة شوارع.
الميرنغو
كانت رقصة غريبة عندما قدمت لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية واختفت عام 1941 لتعود مع خافيير كوغات عام 1957، وهي رقصة سريعة وسهلة وممتعة للغاية تعتمد على الرشاقة، ظهرت أولاً في جنوب أمريكا اللاتينية ولكن أصلها مجهول فعلياً فكل من هاييتي وجمهورية الدومينيكان تتبنيان نشأة الرقصة وهي بالفعل تحوي عناصر من كلا الثقافتين. ومثل الصالصا، تعتبر من رقصات الشوارع وليست من الرقصات المشاركة في الأولمبياد.
أصبح اليوم في الكثير من الأندية الصحية الآن أقسام خاصة لتعليم الرقص الأمر الذى لم يكن متوافراً فيما سبق.
لذلك فمن الجميل أن نمارس شيئاً جديداً من حين لآخر وليس هناك أجمل من قضاء الوقت في رقصة صالصا مرحة تجعلك تعود للحياة من جديد.. فقط، ابدأ من الآن.