التصوير الزيتى والفنون التشكيلية

التصوير‭ ‬الزيتى‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أشكال‭ ‬الفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬وقد‭ ‬عُرف‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬منذ‭ ‬أقدم‭ ‬العصوربألوان‭ ‬الزيت،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬إعداد‭ ‬ألوان‭ ‬الزيت‭ ‬بخلط‭ ‬مساحيق‭ ‬الألوان‭ ‬الجافة‭ ‬بالزيوت‭ ‬النباتية‭. ‬وأكثر‭ ‬الزيوت‭ ‬استخداماً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬هو‭ ‬زيت‭ ‬الكتان‭. ‬وتصنع‭ ‬الألوان‭ ‬الزيتية‭ ‬اليوم‭ ‬بطرق‭ ‬متقدمة‭ ‬وتباع‭ ‬في‭ ‬أنابيب‭ ‬مختلفة‭ ‬الأحجام‭. ‬وعندما‭ ‬يشرع‭ ‬الفنان‭ ‬في‭ ‬التصوير‭ ‬فإنه‭ ‬يمزج‭ ‬هذه‭ ‬الألوان‭ ‬بزيت‭ ‬الكتان،‭ ‬أو‭ ‬التربنتين‭.‬ومن‭ ‬مميزات‭ ‬الألوان‭ ‬الزيتية‭ ‬أنها‭ ‬لاتجف‭ ‬بسرعة،‭ ‬وبذلك‭ ‬فإنها‭ ‬تُعطي‭ ‬الفنان‭ ‬فرصة‭ ‬ليغير‭ ‬ويمزج‭ ‬لمسات‭ ‬الفرشاة‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬للصورة‭ ‬التي‭ ‬يريدها‭ ‬تمامًا،‭ ‬ومن‭ ‬مميزاتها‭ ‬أيضًا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تتشقق‭ ‬وبهذا‭ ‬تتيح‭ ‬للفنان‭ ‬فرصة‭ ‬استخدام‭ ‬طبقة‭ ‬سميكة‭ ‬لإعطاء‭ ‬تأثيرات‭ ‬محدَّدة‭. ‬وللفنان‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬الطريقة‭ ‬المباشرة‭ ‬بأن‭ ‬يضع‭ ‬التفاصيل‭ ‬من‭ ‬البداية،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬الطريقة‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬بأن‭ ‬يُخطط‭ ‬اللوحة‭ ‬أولاً‭ ‬بألوان‭ ‬غامقة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تجف‭ ‬يُكْمِل‭ ‬التفاصيل‭. ‬وقد‭ ‬اشتهرت‭ ‬الألوان‭ ‬الزيتية‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الفنية‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي‭. ‬وهي‭ ‬تُعدّ‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬الألوان‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬التصوير‭ ‬التشكيلي‭.‬

عن‭ ‬الألوان‭ ‬الزيتية

تم إكتشاف الألوان الزيتية من قبل الأخوين الهولنديين (هيوبرت وجان فان إيك) فهما أول من أتقن مزج الألوان بالزيت وحصلا على مزيج سريع الجفاف وضّاء اللون، ثم انتشرت هذه الطريقة إلى باقي الأقطار، عُرف استخدام اللون الزيتي في الرسم منذ أقدم العصور، وقد عرفه قدماء المصريين والآشوريين واليونانيين ، ولهذا الفن دور كبير في تاريخ الحضارة والمدنية‭. ‬يتعلم المتدرب كيفية التعامل مع الألوان وطريقة استعمال الفرشاة والتعرف على الأدوات والمواد الخاصة بها كما يتعرف على المدارس التشكيلية للرسم وكيفية نقد الأعمال الفنية بأسلوب أكاديمي، إن اللوحات المرسومة بالألوان الزيتية هي الأكثر وجوداً في المعارض والمتاحف الفنية وهي لا تحظى بإحترام وتقدير متذوقي الفن وحسب بل إنها تقطف أفضل الأسعار.والرسم بالألوان الزيتية أيسر من سواه في مطاوعته للرسام فليس فيه الصعوبة التي يلاقيها الرسام في عمله بالألوان الأخرى. وينفرد الرسم الزيتي بميزة بقاء اللوحة المنفذة به سنين كثيرة إذا أحسن إختيار السطح والألوان وتحاشى الرسام الأخطاء أثناء عمله.

حقيقة‭ ‬الأدوات‭ ‬والمواد‭ ‬

يستعمل في الرسم الزيتي نوعان من الفراشي :النوع الهلبي الخشن «Bristle Brushes»  والنوع السموري الناعم «تمتاز الفراشي الهلبية بأطرافها المتشبعة التي تحتفظ بكمية أكبر من الطلاء ، وتناسب بالتالي الطليات الأسمك. وتمتاز الفراشي السمورية بأطرافها المستدقة التي تلتقط كمية أقل من الطلاء ، وتناسب بالتالي الطليات الأرق كما تستعمل الفرشاة العادية التي تطلى بها جدران المنازل في تغطية المساحات الكبيرة على اللوحة. يفضل إستعمال فرشاة خاصة بكل فصيلة من الألوان المتقاربة، وينبغي بعد كل أداء باللون، مسح الفرشاة بقطعة قماش نظيفة، وعند الانتهاء من العمل، لا يجوز ترك الفرشاة والألوان فيها، وإنما تنظف جيداً بالنفط ويستخدم الرسام في الرسم الزيتي نوعيين من السكاكين  النوع الأول لمزج الألوان على الباليتة والنوع الثاني لطلي الصورة بالألوان. أما الألوان والألواح، فلها إستخدامات أخري. يرتب الرسام ألوانه المختارة على الباليتة فيضع عليها الألوان الأساسية وعدداً من الألوان الفرعية ويكثر من «الأبيض» الذي يحتاجة لتخفيف الألوان.يباع القماش الخاص بالرسم الزيتي جاهزاً في المكتبات المتخصصة ببيع معدات الرسم والتلوين ويختلف سعره تبعاً للجودة والصنف ويستطيع الرسام أن يرسم على أنواع أخرى من ألواح التصوير كالورق المقوى والماسونيت والخشب المضغوط والخشب الماهوغاني والنحاس «s» والألومنيوم ولابد من تحضير ألواح التصوير قبل إستخدامها وذلك بإضافة الأساس إليها. وهناك مادتان شائعتان اليوم كأساس وهما الطلاء الأبيض الزيتي والمستحلب البوليمري الأكريليكي ولاتحتاج الصفائح المعدنية كالنحاس والألومنيوم إلى أي نوع من الأساس بل ينبغي أن تخشن قليلاً بفرشاة قاسية كي تلتقط الألوان الزيتية وتعطيها رونقاً مميزاً.

التقنية‭ ‬الفنية‭.. ‬أساسية

هناك بشكل عام أسلوبان متباينان في التلوين الزيتي وهما أسلوب التخطيط الأولي للصورة وأسلوب الطلي المباشر، إن التخطيط الأولي للصورة هو أسلوب اعتمده وما زال يعتمده كبار الفنانين وبموجب هذا الأسلوب تُخطط الصورة المراد رسمها مباشرة على قماشة الرسم بالفحم أو بطلاء زيتي مخفف بالتربنتين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التخفيف الزائد بالتربنتين يجعل الطلاء الزيتي يتناثر فوق قماشة الرسم تاركاً آثار شعيرات الفرشاة عليها ، وهذا ما ينبغي تجنبه بعد تخطيط الصورة، يحدد الرسام مواضع الأضواء والظلال عليها، ويبدأ بتلوين أرضية اللوحة و المساحات الكبيرة بالألوان المطابقة لعناصر الموضوع الذي اختاره، ثم يبدل الفرشاة الكبيرة بفرشاة صغيرة يلون بها الخطوط البارزة والتفاصيل الدقيقة  وبعد وضع اللمسات الأخيرة.

وللألوان الزيتية العديد من المميزات، فهي سهلة الإستخدام لِعِدة مزايا أهمها أنه بالإمكان الرسم أكثر من مرة على نفس اللوحة «الكنفاس» (الكنفاس: هو قماش مجهز خصيصاً للرسم الزيتي أو الأكريليك). وفي البداية نقوم برسم الشكل المراد رسمه بالفحم أو قلم الرصاص، والفحم أفضل لِعدم وجود مادة الرصاص وتفاعلها مع الألوان. وبعْدَ الإنتهاء من الرسم نبدأ بالتلوين وَهُنا تُسمى المرحلة الأولى بالتأسيس أو التحضير وهي إخفاء القماش بكمية جيدة من التربنثين (Terbenthine) وقليلٌ مِنَ الزيت (Linseed Oil) وَهُنا ستجف الألوان بِسرعة، ونعود رسم ما قمنا بتغطية مرة أخرى ولكن بإتقان، وفي أثناء الرسم سنُلاحِظ بعْضَ الإضافات التي يَجِب إضافَتِها حيْنَ اكتِمال الشكل فلا يمنع أن تُضاف إذا كانت تخدم الشكل العام للوحة وتترك فترة حتى تَجُف وبعد الإنتهاء تُغطى بطبقة بسيطة من المثبت الخاص بالألوان الزيتية، وَيوجد منه نوعين الأول مطفي والثاني لمَّاع، وَننصح بِعَدم إستخدام الفرنيش المُباع في السوق فَهو يضر باللوحة وَيُغير ألوانها وتصفر بعد فترة، ويعطي لمعة قوية تؤثر في العرض خاصة إذا كانت الإضاءة مركزة على اللوحة

كم‭ ‬لوناً‭ ‬نحتاجُ‭ ‬للبداية‭ ‬

بإستخدام الألوان الأساسية الثلاثة الأحمر والأصفر والأزرق، يمكن تركيب مجموعة واسِعة من الألوان المختلفة بواسطة المزج. وستحتاج أيضاً لللون الأبيض للحصول على ألوان فاتحة (الألوان الباهتة). لكن هُناكَ ألوان مختَلِفة من الأحمر والأصفر والأزرق. وهكذا فإِنَّ مجموعة من ستة ألوان مثلاً أحمر قرمزي «كريمسون اليزاريم» وأحمر كاميود وأصفر ليموني وأصفر صلصالي وأزرق لازوردي للبدء بِهِ. أما الفرش، فهُناكَ ثلاث أشكال أساسية للفرشاة إضافَةً لأُخرى على شكل مروحة تترك كل من هذه الفرش علاماتِها الخاصة. والأكثر شيوعاً هي الفرشاة المسطحة النوع الطويل أو القصير. تتدرج المقاييس من 1 إلى 12 وَبعدَها تأتي الفرشاة المستديرة وبينَهُما تأتي فرشاة البندق «فلبرت». الفرش مسألة ذوق خاص وبإمكان المرء أن يبدأ مِن هذِهِ التشكيلة مُعَزِزاً بِذلِكَ مجموعَتَهُ وممكناً نفسَهُ من إجراء تجارب عِدة باستمرار. إن سطح قماش «الكنفاس» هو الأفضل. لكن هناكَ بدائِل، ابدأ وارسم على ورق الرسم الزيتي المُعَدْ خصيصاً للرسم بالزيت. بعْدَهَ تأتي ألواح، ذات سطح مطبوع متماثِل وَيشبِه قماش الكنفاس الموضوع على لوحَةِ دعْم متينة. وهي لوحات مغطاة بأقمشة الرسم الزيتي مع حواف مبرومة وَهي الأكثر شهرة بين الأنواع الجاهزة ذات السطوح المطلية

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda