الحب يجعل حياتنا أجمل فلم لا نعبر عنه؟ فى الأسر القوية، يحب الأفراد بعضهم البعض بدون شروط فشعور الفرد بأنه محبوب يجعله يشعر بالثقة بالنفس ويدعم تقديره لذاته مما يجعل الأسرة وحدة واحدة قوية. وكما يحتاج الأطفال الغذاء لينموا، يحتاجون للحب ليزدهروا، يحتاجون لحب غير مشروط فلا تقولى لطفلك إذا أكلت سأحبك أو لن أحبك إذا ضربت أخاك فهذا غير صحيح لأنك ستحبين طفلك فى كل الأحوال وطفلك يحتاج لمعرفة ذلك كيلا يشعر بأنه مهدد أو خائف من فقدان حبك له. أساسي أيضاً أن تعبرى عن حبك لطفلك فالأطفال لا يستطيعون التعبير تلقائياً عن مشاعرهم وإنما يتعلمون من مشاهدة أبويهم يفعلون ذلك.
ضعوا القواعد سوياً
لتجنب الخلافات غير الضرورية بين أفراد الأسرة، ضعوا القواعد سوياً ليعرف كل فرد حدوده مما يساعد على جعل العلاقة أكثر استقراراً. قد تضع الأسرة مثلاً قاعدة بعدم السماح بالأكل فى غرفة المعيشة أو بعدم مشاهدة الأطفال للتلفزيون بعد الثامنة مساء ومن المهم أن تكون القواعد والتوقعات واقعية وواضحة وأن تأتي نتيجة كسر القواعد بالعدل والثبات. عندما يسئ طفلك التصرف، كونى جادة، ولا تكونى عنيفة أو قاسية. أخبريه لماذا لم يعجبك سلوكه وفكرا معاً فى بدائل أفضل، ساعدى طفلك على الفهم لتطبيق ما يفهمه عندما يتعرض لمواقف مشابهة لاحقاً وليتعلم الحكم على الأمور بنفسه.
تعاملى مع الغضب بإيجابية
ستــشعرين أحياناً أنــت أو أى من أفـــراد أســـرتك بالغضـــب، فتعلمي كيفية التعامل معه بإيجابية وتجنب المصادمات غير اللازمة بين أفراد الأسرة فقد يؤدى التعدى بالضرب أو حتى بالكلام لأضرار نفسية قد لا يصلح علاجها. عندما تغضبين قومى بالعد من واحد لعشرة قبل أن تتكلمى والأفضل الإنسحاب من الموقف نهائياً حتى تهدئى ثم عودى واشرحى مشاعرك فالصياح مع الأطفال قلما يؤدى لنتيجة إيجابية إذ غالباً ما يفشل الأطفال فى الفهم إما بسبب الخوف أو لعدم قدرة الآباء على استخدام الألفاظ المناسبة أثناء غضبهم فغالباً ما يغضبون لدرجة أنهم لا يستطيعون اختيار الألفاظ المناسبة لأعمار أبنائهم وينتهى الأمر بعدم فهم الطفل ما يعنيه الأب أو الأم الغاضبين. إذا كنت غاضبة من سلوك طفلك وهو ما قد يحدث كثيراً، لا تظهرى أى رد فعل وقولى لطفلك أنك غاضبة فى الوقت الحالى ولا تستطيعين الكلام. خذى وقت لتهدئى وفكرى ثم تصرفى وبهذا تتأكدين بأنك تتصرفين بطريقة عادلة ومنطقية وتعلمين طفلك أيضاً كيف يتحكم فى غضبه. لا تهاجمى طفلك بنقده بطريقة مباشرة فإذا قام طفلك بتصرف سئ يمكنك قول أنا لا أحب سلوكك بدلاً من قول «أنت ولد سئ».
اقضوا معاً وقتاً مفيداً
يحتاج جميع أفراد الأسرة لقضاء وقت مع بعضهم البعض فحتى الوقت القليل يمكن أن يكون مفيداً إذا جعلتموه وقتاً ممتعاً وذا قيمة فلا تغفلي أهمية التواصل بين أفراد الأسرة لتحقيق الترابط وبناء علاقات قوية ومتينة وهي الأساس في مستقبل أفضل ونمو نفسي أفضل للأبناء. إن مشاركة أفراد الأسرة في الغناء سوية يعد من الوسائل الرائعة التي تسهم في الألتئام والتضامن العائلي ويجب ابتداع كلمات للأغاني المفضلة والرقص بأرجاء غرفة المعيشة مع الأطفال واستخدام الموسيقى بدلاً من الآلات لتخفيف من عبء تنظيف الغرف. ينصح الخبراء الوالدين أيضاً بتخصيص وقت كل يوم للقراءة بصوت عال للأطفال، أو الحرص على أن تمضي الأسرة كلها وقتاً مشتركاً في القراءة ويجب إن يتم تخصيص وقت للقراءة يمكن أن يصبح أمتع إذا كان من يقرأ من الوالدين يتبادل العناق والأحضان مع أطفاله على أريكة.
اشركى الأب
يحتاج الأطفال للأبوين وليس للأم فقط ومن ثم فإشتراك الأب هام جداً لمنحه المكانة التى يستحقها فى حياة أطفاله. إذا كان الأب يعمل لوقت متأخر ويعود للمنزل بعد نوم الأطفال، يمكنه المشاركة فى وقت آخر فمثلاً يمكنه المواظبة علي تناول الإفطار مع أطفاله صباحاً أو اختيار يوم فى نهاية الأسبوع ليقضوه معاً. يستفيد الطفل أيضاً عندما تستمر الصلة بينه وبين باقى أفراد عائلته من الأخوال والأعمام وأبناء الأعمام أو أبناء الأخوال وخاصة الجدود ممن يحبون أحفادهم حباً كبيراً. إن الاستمتاع بهذا الحب يعطى الأطفال إحساساً أكبر بتقدير الذات وشعوراً أكبر بالأمان كما يساعد على تقوية بنيان الأسرة فالأسر السعيدة تشترك في سمات أساسية محددة.
إحترام الإختلافات بين أفراد الأسرة
يظل احترام كل فرد من أفراد الأسرة للآخر هو الأساس في بناء أسرة أكثر تقارباً إذ يحمل رسالة «أنا أحبك كما أنت» وهو ما يجتاجه.الطفل فى كل الأعمار إذ يزداد شعوره بكونه فرد مستقل. الأطفال الأصغر يحتاجون للتوجيه،ويحتاجون لأن يرسم لهم آباؤهم الخطوط الأساسية التى يسيرون عليها إلا أنهم أيضاً يحتاجون للحرية لينموا ويتعلموا كيف يحددون اختياراتهم ويستخدموا مهاراتهم قلا تحاولى جعل طفلك يريد ما تريدنه أنت بل حاولى فهم مهاراته ونقاط قوته وضعفه وأحلامه. ينبغي على الوالدين ممن لديهما أكثر من طفل قضاء وقت أطول للتفاعل والتواصل مع واحد من الأطفال كل يوم، حتى ولو لمدة 10 دقائق فقط ليشعر الطفل بأهميته وخصوصيته ويقترب من والديه أكثر.
خصّص وقتاً للابتهاج والمرح
أن تحفيز الطفل ودفعه لإنجاز الفروض المدرسية والأنشطة الأكاديمية يعتبر من أهم واجبات رب الأسرة بيد أن التركيز المفرط على هذه الواجبات يمكن أن يخلق بيئة مملوءة بالقلق والتوتر ولذلك يجب تخصيص وقت لأنشطة ليس لها غرض سوى إتاحة المجال لأفراد الأسرة للإستمتاع بتمضية وقت مشترك يضمهم معاً. ينصح مثلاً بركوب دراجة أو السير على القدمين برفقة الأطفال إلى حديقة حيث يقضون وفي الحديقة وقتاً هدفه الراحة والإسترخاء فيما يمرح الأطفال بالألعاب كما أن تلك النزهات توفر مناخاً صحياً يمنح الأسرة الوقت لممارسة الرياضة وتمضية وقت ممتع مع الأطفال. يجب تخصيص وقتاً لعناق الأبناء واحتضانهم وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لتكوين الأبناء والحفاظ علي تماسك الأسرة ومتانة نسيجها كما أن القراءة وتبادل الأحاديث واللعب تعتبر جميعها لمسات إيجابية تسهم في تعزيز شعور الطفل بأنه محبوب وينعم بالدفء والأمان الأسري .
عليك بالعادات الصحية
ينصح بعدم ترك الأطفال يعتادون على تناول الوجبات السريعة كثيرة الملح والسكر فبرغم طعمها الشهي فلها كثير من الآثار الضارة على صحة الأسرة وخصوصاً الأطفال والبديل ابتكار وجبات سريعة أو خفيفة تتسم بمنافعها الصحية كما يجب وضع أطباق الفواكه والخضروات والمكسرات أو الفواكه المجففة لتكون في متناول الجميع في أي وقت. يعد إشراك الأطفال في طبخ الطعام وسيلة أخرى لجعلهم يهتمون بالطعام الصحي ويجب مشاركة الآباء أطفالهم الطهي لتشجيع الأطفال على اتباع عادات صحية سليمة وتعويدهم على العمل الجماعي.كما أن مشاركة الأطفال في إعداد الطعام تزيد من إقبالهم علي تناوله.
الأسف لا يكفي أحياناً
من المهم أن يعمل الوالدان على تعزيز السلوكيات الجيدة لأطفالهما لكنهما ليسوا بحاجة لمكافأتهم ببذخ فالقيام بنزهة فى حديقة الحيوانات أو السينما أو تمديد وقت النوم ليلاً لفترة مناسبة يمكن أن تكون حوافز جيدة. ينجح الأطفال عندما يدركون ما ينبغي عليهم توقعه ولذلك تسهم الأنشطة الروتينية التي تسبق وقت النوم والتي تشمل الإستحمام وقراءة القصص وأداء الأغاني، في تقليل تصرفات الأطفال الليلية الطائشة.وحين يؤذي واحد من الأطفال مشاعر شقيق أو قريب له، فإن الاعتذار لن يكون كافياً بل ينبغي علىه إيجاد طريقة لمعالجة الجرح الذي تسبب به كالمساعدة في عمل أو لعبة ويكون ذلك بتوجيه من أحد الوالدين.
الأولوية للشريك
أهم شيء يقدمه الوالدين لأطفالهما هو غرس مدي تعلق كلاًَ منهما بالآخر وإظهار الحب المتبادل مما سيكون نموذجاً للعلاقة الجيدة للطفل عندما يكبر وسيحفظ –سلامة العلاقة الزوجية ومتانتها.