إن إستقبال طفلاً جديداً يعنى عادةً تغيير روتين حياة الأم والأب فما بالك لو كنت تستقبلين طفلين معاً؟ بالطبع سيمثل ذلك تحدياً مضاعفاً فإن حمل التوأم يحتاج رعاية خاصة وفيسيولوجية تختلف إختلافاً كبيراً عن الحمل بطفل واحد وولادة التوائم عادة ما تكون مبكرة مقارنة بالحمل الواحد وذلك لتعدد الأجنة الذي يؤدي إلى كبر الرحم وثقله فتحدث الولادة المبكرة. وقد وجد أن حوالي (57 %) من التوائم يولدون في الأسبوع الخامس والثلاثين من الحمل. وكلما زاد عدد الأجنة قلت فترة الحمل.
من هن الأكثرحملاً للتوأم؟
المرأة التي يوجد في عائلتها ولادة توائم كثيرة هي الأكثر إمكانية للحمل بتوأم حيث أن هناك ميلاً وراثياً لولادة التوائم خاصة من جانب الأم بالإضافة إلي المرأة التي إستخدمت عقاقير لزيادة الخصوبة حيث تقوم تلك الأدوية بتنشيط عملية التبويض مما يؤدي لخروج أكثر من بويضة شهرياً، تكون المرأة أيضاً بعد سن الخامسة والثلاثين بصفة عامة وتلك التي إستخدمت حبوب منع الحمل لفترة طويلة ثم توقفت عنها من اللواتي يحملن بتوأم بصورة أكبر. والمرأة السمراء أكثر قابلية عن المرأة المرأة البيضاء لولادة التوائم فتعتبر نيجيريا مثلاً من أكثر دول العالم من حيث نسبة التوائم وتعتبر اليابان أقلها. هذا وتعاني الأم الحامل بتوأم من زيادة بضربات القلب وزيادة ضخ القلب كما تعاني أيضاً من الدوالي وأورام القدمين والبواسير أكثر من الحامل بطفل واحد، وتزيد حالات التقيؤ في الشهور الأولى من الحمل لدرجة تحتاج فيها الحامل لمراجعة الطبيب بصفة مستمرة لفقدها السوائل وإحتياجها إلى مغذ قوي لتعويض النقص بالمواد الأساسية في الجسم من جراء كثرة التقيؤ، ويعد فقر الدم أو الأنيميا من أهم المشاكل الصحية التي تواجه الحامل بتوأم حيث تتعرض إلى فقر الدم الناتج من نقص الحديد في جسمها لذا يعتبر تناول أقراص الحديد والفيتامينات من الأمور الأساسية للمرأة الحامل بتوأم كما يتعين علي المرأة خلال فترة الحمل المواظبة علي التردد على الطبيب الحمل ومتابعة نمو الجنين وحالته الصحية. وكذلك لمتابعة الأعراض التي قد تشتكي منها. إضافة إلى كل هذا، مراقبة ورصد أي علامات تشير إلي حدوث ولادة مبكرة. ولذلك عليكي تكرار الفحص الطبي وإجراء فحص الأشعة فوق صوتية للرحم وغيرها من التحاليل الطبية للدم والبول. وقد يرى بعض الأطباء ضرورة المتابعة مرة كل أسبوعين وخاصة خلال الثلث الثاني من الحمل وأسبوعياً خلال الثلث الثالث من الحمل.
أساسي عند الحمل
ومن الطرق التي قد تساعدك على إطالة فترة الحمل الراحة وعدم بذل الجهد الزائد والتقليل من المعاشرة وإستخدام الأدوية المهدئة لتقلصات الرحم، وهذا يعتمد على رؤية الطبيب وتقييمه لحالة الأجنة لأن لها مضاعفاتها. المتابعة المنتظمة في العيادة وبالسونار وإتباع النصائح الطبية، وفهم الحالة يساعد كذلك في تحسين وإطالة فترة الحمل. وأما بالنسبة للأطعمة فمن الطبيعي أن حاجتك للطعام والسعرات الحرارية تزداد في التوأم، فأنت تحتاجين ما بين 300 إلى 500 سعرة حرارية لكل جنين.فالتغذية ونمو الأجنة أكثر تعقيدا مما يتصور، فالغذاء مهم لجسمك لإمدادهم بما يلزم لاستمرار النمو ولذلك يجب أن يزداد وزنك خلال فترة الحمل كلها بحوالي (16-20 كجم)، وأما بالنسبة للإبر المنشطة للرئتين فننصحك بأخذها لأنها تساعد الأجنة إذا ولدوا مبكراً خاصة مع وجود الإحتمالية الكبيرة لذلك. والأساسي خلال فترة الحمل الحفاظ علي نظام غذائي متوازن يحتوي على 5-6 وجبات علي الأقل يومياً لضمان تغذية سليمة لجسمك بما لا يقل عن 2500 سعرة حرارية وتفاصيله كالتالي:-
الفطور: كوب حليب خالي الدسم + رقائق القطور الكاملة
وجبة خفيفة: كوب عصير برتقال الطازج + موزة + مكسرات النيئة.
الغذاء: 2 كوب أرز أو معكرونة + يخنة مع اللحم المفروم أو الدجاج أو السمك + سلطة (صحن حجم كبير) + تفاحة.
وجبة خفيفة: قطعة كيك + كوب كاكاو بحليب خالي الدسم.
العشاء: بيضة + سندويش لبنة مع خس وكوب من اللبن القليل الدسم.
وجبة خفيفة: شرحة توست أسمر + شرحتان من الجبنة البيضاء + خيار.
وأما بالنسبة للنوم فأفضل الأوضاع هو النوم على جانبك الأيمن أو الأيسر، وبالنسبة للتوأم فقد يكون الأمر صعباً عليك، فيمكن وضع وسادة أو مخدة أسفل الرجلين أو البطن، فتختاري الوضعية المريحة لك مع تجنب النوم على الظهر لفترات طويلة.
معاناة الأسرة
وجود توائم في الأسرة معناه مضاعفة مسئولية الوالدين بسبب وجود ضرورة حتمية للعمل المزدوج التربوي فكل شيء تقوم به الأسرة لابد أن تقوم به لطفلين فالتغذية لطفلين والعناية بالنظافة لطفلين. تحتاج الأم في كثير من الحالات إلى من يعينها على تخطّي الأشهر الأولى أو السنة الأولى التي تكاد تكون أحرج الأوقات ويبدو الأمر أكثر صعوبة إذا كان التوأم بكراً وخاصة في الأيام الأولى حيث يسيطر الإرتباك على الأم وعدم الإستعداد. فبعد الولادة تبدأ مرحلة الرضاعة ومن الممكن القيام بإرضاع الطفلين سوياً لتوفير الوقت وهذا يُجدى فى الأسابيع الأولى من عمرهما لكن قد تكوني بحاجة إلى الفصل عند تقدمهم فى العمر حسب الإحتياجات الغذائية لكل واحد منهما وحسب إحتياجات الجوع. عندها، يجب أن تبدئي بإرضاع الطفل الضعيف أولا حتى يشبع ثم إرضاع الطفل الثاني على أن ترضعي كل طفل من ثدي مختلف عن الآخر حتى تعطي فرصة لكل ثدي لتكوين اللبن المطلوب للطفل، يوجد أوضاع عدة للأطفال أثناء إرضاعهن فى أن واحد منها وضع الطفلين أمامك بحيث يكون أرجل الطفلين فى وضع تقاطع × فى حجرك. أما الوضع الأخر للطفلين فهو وضع الإحتضان حيث تحتاجين لوسادة على كل جانب وواحدة فى حجرك على أن يواجه أرجل الطفلين ظهر كرسي. ومن الضروري تبديل الطفلين على كلا الثديين من أجل ضمان تساوى كميات اللبن التي حصل عليها كل واحد منهما، وهو بمثابة التبديل التدريب البصري لهما أيضاً. عليكي أن تهتمي بنظام غذائك من تناول أطعمة صحية ووجبات خفيفة مثل الجبن قليل الدسم أو رقائق البسكويت والخضراوات والزبادي والفاكهة وكل هذه خيارات للتغذية بدون زيادة فى الوزن، كما لا تنسى شرب الكثير من الماء والعصائر و اللبن بالمثل. وفي تربية التوأم يجب أن تتذكر الأسرة أن التوأم ليس وحيداً فهو مع أخ أو أخت فهو يرى أنه طوال الوقت مع آخر فإذا نادينا واحداً جاء الإثنان سوياً لشعورهما بالتضامن القوي وهذه الثنائية تجعل الطفل في غنى عن العلاقات الخارجية التي قد تكون محوراً حياتياً بالنسبة للطفل الأوحد لكن الصعوبات تظهر في المستقبل حيث يفكر كل واحد في الإستقلال عن الآخر ويرفض أن يرتدي الإثنان زياً واحداً كما تعودا لأن كل واحد منهما يرغب أن يشعر بقيمته الذاتية ولذا يبدأن بالتمرد.
كيفية التعامل مع التوائم
إحرصي علي أن تنادي كل واحد منهما بإسمه فهذا يمهد للتعرف على شخصيتهما منذ الطفولة. بالنسبة للثياب من الأفضل ألا تكون متشابهة منذ الطفولة ومن الأفضل أن تكون ألوان الثياب وتسريحة الشعر مختلفة تماماً. أساسي أيضاً أن يكون لكل منهما سريره منذ البداية مما له أثر نفسي هام فبكاء الطفل في سريره يجر إلى بكاء الآخر إذا كانا سويا أما إذا كانا منفصلين فإن الحالة تختلف. أعطيهما ألعاباً مختلفة منذ الصغر وإمنحيهما أوقاتاً مختلفة معكِ كي تساعدي طفلك على التعبير عن ذاته وتجنبي أن يكون كل إهتمامك بطفل والأب بالطفل الثاني فكلا التوأمين بحاجة إلى الوالدين معا. عوّدي توأمك منذ البداية أن تكون لهما رغبات مختلفة وطموحات متباينة.