أشارت دراسة أجرتها جامعة روتجرز أن 56% من الرجال ممن يدعون أنهم سعداء مع زوجاتهم هم في الحقيقة عكس ذلك فنسبة كبيرة من الرجال محل الدراسة أكدوا أنهم يحلمون بعلاقات حميمة مع نساء آخريات في الوقت الذي يُبدون فيه رضاهم التام عن حياتهم أمام زوجاتهم. أشارت الدراسة أيضاً أن معظم الرجال لا يزالوا بحالة حب مع زوجاتهم برغم خداعهم والغش الذي يمارسونه ضد الزوجات وذلك بسبب عدم رضاهم التام -في اللاوعي- عن العلاقة. وأخيراً، أوضحت الدراسة أن الإستقرار وإنجاب الأطفال هو ما يدفع بالرجال للبحث عن الرومانسية المفقودة خارج جدران المنزل السعيد. يقول عالم النفس الشهير د. أندرا بروش أن هناك الكثير من النساء يشكون من فقدان الصداقة مع أزواجهن مشيراً إلى أن الرجال لديهم أيضاً الشعور ذاته ولكنهم لا يعبروا في الأغلب عن تلك المشاعر ويفضلون الصمت. ويضيف بروش أن الرجال الذين لا يستطيعون الحصول على ما يريدون من زوجاتهم، يتجنبون تعاستهم الزوجية بعدة ممارسات أهمها التخطيط لعلاقات أخرى أو اللجوء لممارسات حميمة غير شرعية وأحياناً مشاركة أصدقائهم في مشاهدة مباريات كرة قدم أو ممارسة رياضة محببة لديهم مع الغير. هذا وتشير الدراسة أن الزوج الغشاش برغم نزواته العاطفية وإحتفاظه بصداقات قديمة وعلاقات أخرى عابرة إلا أن زوجته تكون دائماً هي الملجأ الأخير الذي يلجأ إليه إذا ما عانى من أزمة أو إذا ما شعر بإحتياجه للعطف والحنان والرعاية فهو لا يثق بالأخريات بل تبقي زوجته هي الملاذ والملجأ الوحيد عند الحاجة.
الزوجة أولاً
أشارت المعالجة النفسية سوزان ماندل لكون الزوج الغشاش لديه دوماً القدرة علي إصلاح ومعالجة كافة المشكلات التي تشوب علاقته مع زوجته فهو قادر على مليء الثغرات التي يتركها بداخل نفس زوجته مُجيباً علي كافة تساؤلاتها ومُحققاً لها الأمان والإستقرار بأكثر مما تطمح إليه. هو أيضاً قادر على إسترداد حب وشوق زوجته بسهولة ويسر نظراً لإعتقاده التام أن العلاقات العابرة التي يمر بها ما هي إلا وسيلة مؤقتة للسعادة وراحة البال حتي يتسني له تقديم المزيد لأسرته وزوجته وأولاده. أما السعادة الدائمة فهي مع الزوجة التي يعشقها ولا يستطيع الإستغناء عنها أياً كانت الإغراءات. ومن جهته، يقول خبير علم النفس تشارلز أورلاندو أن الرجال الغشاشين رغم الإنطباع السيئ الذي يتركونه بكونهم يبدون بدون أخلاق، إلا أنهم أكثر الرجال شعوراً بحقارة أنفسهم إثر أفعالهم الطائشة ضد الزوجات مُضيفاً أن الرجل الذي يخدع زوجته يضع غروره ونزواته جانباً متي شعر بتعرض علاقته الزوجية للخطر بل وأكثر من ذلك إذ يعترف بفشله بينه وبين نفسه ويحاول إصلاح ما سببه من دمار لعلاقته الخاصة بزوجته ولا يهدم أسرته وحياته العائلية تحت أي ظرف من الظروف.
الغشاش.. لا يتزوج أبداً
تشير الدراسة لكون الزوج الغشاش هو زوج حساس للغاية ويعمل بشتي الطرق والوسائل علي ترسيخ وتدعيم زواجه بكل الطرق الممكنة. هو أيضاً شديد النشاط الجنسي وزوجته دائماً سعيدة في علاقتها الحميمة معه فهو لا يسمح أبداً بالتقصير في هذا الشأن كما أنه دائماً يحاول معالجة أية مشكلة تخص علاقته الزوجية ليحفظ لزوجته دوماً توازنها النفسي وإستقرارها العاطفي معه. وأضافت الدراسة إلى أن هذه النوعية من الرجال يتحملون أي سلبيات في زواجهم من أجل أطفالهم فهم لا يمكن أبداً أن يهدموا الأسرة في حالة وجود أطفال. وقالت الدراسة أن هذه النوع من الرجال لا يمكن أن يفكر بإنهاء زواجه من أجل الزواج من إمرأة أخرى، وإذا حدث ذلك فعلى الأرجح ستكون العلاقة فاشلة وستنتهي نهاية سريعة إلا في حالة إستحواذ المرأة الأخرى على قلب هذا الرجل بالكامل، فالقاعدة أن الرجل الغشاش لا يلجاً للأخريات إلا بقصد الصداقة العابرة وليس لإستكمال حياته معهن فهو يبحث عن نزوات ومغامرات ويختار بعناية من لا تبحثن عن الإستقرار بل علي علاقات عابرة كما أن الزوج الغشاش يدرك تماماً أن علاقته الجديدة لن تكون مثالية كما يعتقد ولن تشبه علاقته بزوجته أبداً وهو يدرك تماماً أنه يضر بتصرفاته المرأة التي يحبها ويمزق أسرته ولهذا فهو مستعد دائماً لأية تضحية من أجل الفوز بزوجته في النهاية. وأخيراً وليس آخراً، يبقي الأغرب والأكثر إثارة في الدراسة أنها تقول أن الزوج الغشاش هو ضحية للزوجة فهي التي عادة ما تدفع به لأحضان إمرأة أخرى بسبب تجاهلها له وإنقطاعها عن التواصل معه وإهمالها بقصر أو بغير قصد لمشاعره.