شهر رمضان هو شهر الخير واللمة تكثر فيه العزومات على الإفطار، والسحور ولكل دعوة أصولها والإتيكيت الخاص بها. ولأن رمضان هو شهر اللمة بلا منازع، عليك أن تضع في الأعتبار العديد من النقاط الهامة والأمور التي عليك مراعاتها كيلا تثقل علي المضبف أو تسبب له أي حرج.
في البداية، يجب ألا تكون دعوة الإفطار مفاجأة بل ينبغي على المضيف تقديم الدعوة قبل الموعد بيومين على الأقل ليستطيع الحضور ترتيب مواعيدهم والتعامل مع الإلتزامات المختلفة الخاصة بهم، أما الإعتذار عن الحضور فيجب أن يكون قبلها بيوم على الأقل حتي يتسني للمضيف إعداد كميات الطعام المناسبة لعدد الحضور، يجب التحضير المناسب للعزائم على مستوى الطعام والمنزل وشكل المرأة نفسها وكذلك المنزل الذي يجب أن يستعد جيداً لإستقبال الضيوف سواء علي الإفطار أو السحور بحيث يجب تنظيم وتحضير كل شيء مسبقاً حتى يأتى الضيوف ويجدوا كل شيء جاهزاً ومرتباً مما يسعدهم كثيراً،
قومي بنفسك بإرسال الدعوة إما وجهاً لوجه أو من خلال التليفون ويمكن إستخدام الإيميل إذا كانت الدعوة لعدد كبير، لا تنسي أن تؤكدي على الحضور كيلا تفاجئي بحضور خمسة فقط من أصل عشرين، تأكدي أن بيتك يتسع للعدد الذي دعتيه ولا تدعي عدد يفوق الحد المناسب، قومي بدعوة أشخاص يرتاحون لوجود بعضهم الآخر، فمثلاً ربما تحبين أن تعزمي أسرتك وأسرة زوجك في عزومة واحدة لكن ربما لا يتفقون مع بعضهم ويتسببون ببعض المتاعب.
لا تضعي على قائمة طعامك وصفات لم تطبخيها من قبل ولو لمرة واحدة بل إلجأي دوماً للأطعمة التي تجيدين صنعها وقمت بتكرار إعدادها من قبل. جهزي أطعمة يمكن إعدادها قبل العزومة بفترة كافية وتجنبي الأطعمة الصعبة في التناول مثل الإسباجيتي أو الحمام إلا إذا كانت دعوة للمقربين وبالتالي «مفيش بينكم كسوف» ضعي في إعتبارك بعض الأطعمة المناسبة للأنظمة الغذائية الخاصة وأنواع الدايت المختلفة التي يتبعها بعض الضيوف والتي تناسب الصيام ومرضي السكر أو من يتبعون نظام دايت خاص ولا تكثري من أنواع الأطباق بشكل زائد عن اللزوم حتى لا يشعر الضيوف بعدم الراحة أو الحيرة عند اختيار الطعام بل إحرصي علي أن تكون المائدة متكاملة وزاخرة بكل شيء بدون بذخ أو إسراف. لا تنسي الحلوى، فلا تعتمدي على أن الضيوف سيأتون بها إلا إذا أخبرك أحدهم أنه سوف يقوم بذلك. وأخيراً إذا كانت العزومة كبيرة، يمكنك الإستعانة بطباخ محترف أو بيت طهي ليسهل عليكِ الأمر.
في حالة دعوتك للإفطار لدي أحد الأصدقاء، يحبذ وصولك قبل الإفطار بمدة لا تزيد عن 10 دقائق لأن الوصول مبكراً قد يربك ربة المنزل. أما إذا كانت تربطك علاقة وثيقة مع ربة المنزل فمن الذوق الشروع أن تعرض عليها المساعدة في وضع اللمسات الأخيرة أو ترتيب السفرة أو غيرها من الأعمال التي عليها إنجازها قبل الإفطار وهذا طبعاً بعد إستئذانها وموافقتها، إذا كان لديك عدد من الأطفال فلا تصطحبيهم جميعاً إلى العزومة لأنهم قد يسببون الإزعاج إلا اذا كانت العلاقة مع المضيف وثيقة ولديهم أطفال. مع ضرورة تنبيه الأطفال بإلتزام الأدب قبل الخروج من المنزل، من غير اللائق عدم أخذ هدية لمن دعوك والحلويات الشرقية هي الأفضل بدون جدال قي رمضان أو شيء رمزي لربه المنزل. إن كنت تتبع نظاماً غذائياً معيناً فلابد من إخبار مضيفك بذلك بدلاً من ترك الطعام دون تناوله. لا تبدأ بتناول الطعام قبل جلوس الجميع حول المائدة. إبدأ إفطارك بتناول التمر والماء أو العصير ثم صلاة المغرب أما إذا كان أهل البيت يصلون بعد الإنتهاء من الطعام تماماً فيجب التقيد بعاداتهم ينبغي ألا تطيل بقاؤك بعد الإفطار فإن لم تكن العلاقة وثيقة فساعتين مدة كافية جداً ولا يصح مغادرة بيت الأشخاص الداعين قبل صلاة العشاء لأن العزومة لا تقتصر على تناول الطعام بينما يجب التواصل وتبادل أطراف الحديث.
على الزوجين ترأس طرفي المائدة، إذا تواجد أكثر من زوجين أو أكثر من أسرتين فيفضل توزيع جلوس الضيوف بحيث تتاح الفرصة لمزيد من التعارف والتواصل بين الحضور وكيلا يشعرون أيضاً بالغربة فتكون فرصة لزيادة الإنسجام بين الحضور. تجنبا الحديث في الموضوعات الخلافية والمثيرة للجدل والتي قد تتسبب في جو من التوتر بين الحضور وإجعلا من تناول الطعام فرصة للحديث في المواضيع اللطيفة والخفيفة والتي تهم الجميع بوجه عام، لا تتوقفا عن تناول الطعام قبل المدعوين وإن شعرتما بالشبع تظاهرا بالأكل كيلا تعطيا للآخرين إنطباعاً بأنهم كثيري الأكل وعلى ربة المنزل تجنب تقديم الأطعمة والفاكهة التي تتطلب مجهوداً في تناولها فيمكنك تقطيع الفواكه الصعبة إلى شرائح قبل التقديم وإحرصي على تقديم المثلجات خصوصاً إذا كانت الأجواء حارة، تجهيز مكان هادئ للصلاة وسجادة وملابس صلاة، إذا أحضر لك أحد المدعوين هدية من المأكولات حلويات أو فاكهة يجب أن تفتحيها وتقدمي له منها كنوع من أنواع المشاركة وتعبيراً عن الفرح والإهتمام به. إذا كان هناك أطفال ضمن المدعوين كونا لطفين معهم قد الإمكان ويفضل تخصيص مكان يلعبون فيه ليتمتع الكبار بجلستهم.
لا يصح دعوة الأصدقاء والمعارف على الإفطار فى الأسبوع الأول والثانى من شهر رمضان حيث أن العادة جرت أن الأسبوع الأول يكون مخصصاً لعزومات أفراد العائلة والمقربين منها والأسبوع الثانى يكون للراحة من مجهود هذه العزومات، ويظل الأسبوع الثالث هو الأسبوع الأفضل للدعوة على الإفطار أو السحور حيث إن الأسبوع الأخير يكون الإهتمام أكثر بالعبادات لدي بعض الأشخاص وهذا لا يتيح لهم الفرصة لتبادل الحديث بشكل موسع بعد الإفطار بفضل ضيق الوقت المخصص لذلك، وأخيراً وليس آخراً، على كل أم تعليم أطفالها إتيكيت المائدة وأصولها لأن الأطفال مرآة ثقافة الأم وتعويدهم على الإعتماد على أنفسهم منذ الصغر وعند بلوغهم 4 أو 5 سنوات عليها أن تبدأ في تعليمهم تناول الطعام بالشوكة والسكين والإعتياد علي إتيكيت المائدة والعزومات كي ينشأوا علي أسس قويمة وأصيلة ويكونوا أفضل سفراء لذويهم.