مدن تحت الماء خرافات وأساطير

نظل المدن رمزاً للتحضر والتطور ولها قصص كثيرة ومثيرة منذ بداية بناية تشييدها وحتي زوالها كما أنها تصمد قروناً طويلة قبل أن تنتهي بفعل عوامل الطبيعة كالزلازل أو البراكين والفيضانات وغيرها. كثير من المدن الشهيرة إندثرت وبقيت أطلالها وأخري كانت نهايتها مختلفة إذ اختفت تحت الماء ولم يصل إليها أحد إلا قريباً. بمجرد التفكير في المدن الغارقة يتبادر للذهن قارة أطلانتس الأسطورية والتي يعتبرها كثير من العلماء ضرب من الخيال بيد إن هناك مدن أخري غرقت بالفعل تحت الماء وبقيت آثارها شاهدة على أسطورة مدينة أتلانتس التي فُقدت عندما غمرتها مياه المحيط وحتى يومنا هذا، لا تزال المدينة أسطورة إذ لم يتم العثور عليها أو إثبات وجودها بالفعل.

يصف أفلاطون أطلانتس بجزيرة تقع ما وراء أعمدة هرقل، كانت قوة بحرية حققت انتصارات على أجزاء كثيرة من أوروبا الغربية وأفريقيا سنة 9000 قبل الميلاد. هي قارة مفقودة وُلدت بعد الحضارة الفرعونية ويُعتقد أنها غرقت عام 1820 قبل الميلاد. قال أفلاطون أنها كانت على إتصال بالحضارة الفرعونية لذا يوجد على بعض المعابد المصرية القديمة بضعة كلمات بطريقة غريبة في الكتابة وأيضاً رسم علية طائرة نفاثة يركبها رجلين، الأول فرعوني يُقال أنه رمسيس الثاني والثاني يلبس رداء غريب ويُقال أنه من الأطلسيين ويوجد فيلم إسمه أطلنتس اقتبسوا فيه شكل الطائرة الموجودة في المعبد. إمتازت تلك الحضارة بالتقنيات العالية في التحكم بالطاقة وإمتلاكها أيضاً لقنابل نووية والتي بسببها دمرت الحضارة بعد الحرب بينها وبين حضارة راما الواقعة بجنوب شرق آسيا علي مقربة من بحر اليابان. أما مدينة بورت رويال بجامايكا، فتعتبر مركزاً لنشاط القراصنة ذوي السمعة السيئة إذ كانوا يقصدونها كل ليلة للشرب والسهر. وظل الأمر كذلك حتى عام 1692 عندما هز زلزال مدمّر (7.5 درجات على مقياس ريختر) جزيرة جامايكا فإبتلع المحيط مدينة بورت رويال لعدم إستقرار أسسها المعمارية مما أسفر عن مقتل أكثر من ألفين من سكانها. بعدها، ظلت المدينة تغرق حتي بلغت 40 قدماً أسفل المياه هي اليوم خلية للتنقيب الأثري إذ يتوجه إليها علماء الآثار للكشف عن آثار تثير الدهشة. لا يزال الخبراء يتجادلون حول ما إذا كانت مدينة أهرامات يوناغوني جيما الواقعة تحت الماء قبالة سواحل اليابان هي من صنع الإنسان أو مجرد فعل طبيعي. وفيما يوجد أدلة تدعم النظرية الطبيعية، غير أنه من الصعب أن نصدق أن تلك الأمور تحدث طبيعياً لا سيما حين نري المدرجات والحجارة والأشكال الثلاثية التي تشكل الأهرام. ويتوجه عدد كبير من محبي رياضة الغوص لإستكشاف المكان. وإذا كانت تلك الهياكل من صنع الإنسان، يرجح الخبراء أنها بُنيت خلال العصر الجليدي الأخير أي نحو 10 آلاف سنة قبل الميلاد. ومن اليابان إلي الهند ومدينة دواركا بخليج كامباي والتي كان يُعتقد أنها ليست سوى أسطورة، ولكن الآثار المكتشفة عام 2000 أثبتت العكس. تقول الرواية إن لورد كريشنا كان يملك تلك المدينة الرائعة التي تتكون من 70 ألف قصر مصنوع من الذهب والفضة والمعادن الثمينة وتقول الأسطورة إن دواركا قد غرقت في البحر بعد وفاة اللورد على عمق 131 قدماً تحت سطح المحيط بخليج دواركا وهي أحد أقدم المدن السبع بالهند. تم إنتشال عدد من القطع الأثرية منها ولكن الأكثر أهمية كانت قطعة أثرية تعود إلى 7500 ق.م مما يُدعم نظرية كون تلك الأنقاض تعود فعلاً لمدينة دواركا القديمة.

مدن تحت الماء خرافات وأساطير

مدن تحت الماء خرافات وأساطير

تعتبر مدينة أسد كيندو لايك الصينية الأكثر إثارة تحت الماء في العالم وهي أعجوبة بُنيت في عهد أسرة هان الشرقية وتقدر مساحتها بمساحة 62 ملعب كرة القدم. تقبع المدينة اليوم على عمق 85-131 قدماً تحت سطح بحيرة الألف جزيرة وهي المنطقة التي غمرتها مياه الفيضان عام 1950. أما التماثيل التي تزينها، فتنافس جمال الإسكندرية بمصر، لذلك، يقع قصر كليوباترا قبالة شواطئ الأسكندرية ويُعتقد أن المياه غمرت المكان إثر زلزال ضرب المدينة قبل أكثر من 1،500 سنة. ويعتقد علماء الآثار أنهم وجدوا معبد إيزيس بجواره. وحتى الآن، تم الكشف عن أكثر من 140 من القطع الأثرية كما تم العثور على مقبرة كليوباترا والمتحف القديم، وفي عام 2001 وجد فريق من علماء الاثار في بحيرة فوكسن الصينية مجموعة كبيرة من المباني والآثار في قاع البحيرة ، ويقول السكان المحليون انهم كانوا يستطيعون مشاهدة المدينة مباشرة في الطقس الصافي والهادئ، ومع مرور الزمن اصبحت تلك المباني تحت الماء مصدراً للقصص والأساطير حول مملكة ديان الغارقة في تلك البقعة. وفي رحلات الغوص لاحقاً، وجد علماء الآثار كثير من البيوت وجدران المدينة التي لا تزال واقفة كما وجدوا شوارع مرصوفة بالبلاط. تمتد أنقاض وأطلال المدينة على مساحة 6.5 كيلومتر مربع. وبعد قياس العمر الإشعاعي تبين أن الدمار حدث منذ ما يقارب من 1750 سنة. ويعتقد أن جزء كبير من المدينة قد غرق في البحيرة وتم الحفاظ عليه طيلة تلك السنوات.

مدن تحت الماء خرافات وأساطير

مدن تحت الماء خرافات وأساطير

وفي بحر وادن الممتد بطول الحدود الشمالية الغربية لألمانيا، تقع، مجموعة صغيرة من الجزر تسمى جزر الفريزة الشمالية وتضيق تدريجياً بسبب عمليات المد والجزر التي تضرب الساحل. يعتقد ان مدينة إيدام بنيت عام 1300 م وأعيد بناءها مراراً نظراً لموقعها الإستراتيجي وكانت بلدة ايدام مهددة من قبل عواصف بحر الشمال التي كانت تدمر المدينة كل مرة حتي كان عام 1436وضربت إحدى العواصف المدينة وأغرقتها مما أسفر عن مقتل 180 شخصاً وإضطر السكان للهروب وأقاموا مستوطنة جديدة تُدعى حالياً ويستر لاند ولا تزال قابعة على الشاطئ حتي الآن. أما جزيرة كريت قبالة سواحل اليونان في البحر الأبيض المتوسط، فكان حجمها الجغرافي أكبر بكثير مما هو عليه الآن. ويعود السبب لتمدد البحار إضافة للزلازل التي ضربت المنطقة وأدت لغرق جزء كبير من الجزيرة في البحر ومن ثم أصبحت كريت وجهة سياحية لرؤية أنقاض المدن والمباني الغارقة وإحداها مدينة كانت تدعى اولوس وهي مدينة كانت يسكنها حوالي 40000 نسمة وكانت تواكب غيرها من المدن اليونانية من حيث الصناعة والتجارة والهندسة المعمارية وكان عيبها الأوحد هو بناؤها على الشاطئ الرملي بعكس باقي المدن التي بُنيت على أساس من الحجر الجيري. يُمكن الوصول إليها بسهولة وأبرز معالمها المتبقية هو سورها العتيق الذي لا تزال أطرافه العليا ترتفع أعلي مستوى المياه. ومدينة فيا هي مدينة صغيرة خُلدت في عشرات الأعمال الروائية وكانت جزء من ساحة الحرب البيلوبونيسية بالقرن الخامس قبل الميلاد بين أثينا وإسبرطا والتي استمرت30 عاماً. ظلت المدينة مفقودة حتى عام 1911م عندما عثر فريق من المستكشفين على بقاياها على عمق 5 أمتار تحت سطح البحر.

فريق تحرير النهارده

نحتاج يومياً لمعرفة كل ما يدور في العالم من حولنا فالأحداث تتلاحق في سرعة كبيرة والموضوعات تتنوع علي نحو بالغ وهناك في كل لحظة العديد من الأخبار والأحداث والموضوعات الجديدة في شتى المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة من نساء ورجال وأطفال وشباب

كل مقالات ElNaharda