جاءت إلى الحياة صدفة.. إنضمت للهند بخير أراده طاغية.. مواطنوها لديهم الكثير من طاقات المرح والإنطلاق وهم في رحلة بحث دائمة عن السعادة والمزيد من الأمل والفرح.. حياتهم ذاتهم وحياة الوافدين علي المدينة الصغيرة فصل من قصة مرحة يتقاسمها الجميع وتتناقلها أجيال عاشت علي تلك الإرض وعاصرت مولدها ونشأتها الإولي وترعرعها.. هواياتها وكنوز أرضها وما تذخر به من أنشطة وخدمات تعبر بصدق عن كينونتها وطبيعة شعبها وساكنيها.. تعلو بها أصوات الموسيقي علي مدار العام.. المهرجانات لا تنتهي والروائح الشرقية تعبق كافة أرجاء المكان.. إنها كيرلا، جوهرة الهند ومقصد الباحثين عن مغامرة شرقية بتوقيع بلاد تركب الأفيال ودرة التاج على مر العصور..
جذبت كيرلا التجار والباحثين عن البهارات والعاج إذ قصدها الفينيقيون والعرب والرومان والصينيون كما وصل إليها الملاح البرتغالى «فاسكو دى جاما» عام 1498م وأبحر إليها الهولنديون خلال عام 1604م وإحتلها الإنجليز رسمياً عام 1800م برغم وجودهم الفعلي بالبلاد قبل عشرات السنين. نالت كيرلا الإستقلال الرسمي عام 1947م وتحمل اليوم لقب «الولاية المثقفة» لتزايد نسبة طلاب المدارس والجامعات برغم كونها أفقر الولايات وأشدهم معاناة من سوء الأحوال المعيشية مع إشتهارها بالبخور وأطيب الروائح الشرقية وكذا أجود أنواع ثمرة جوز الهند. تقع كيرلا على الساحل الجنوبي لشبه القارة الهندية وهي الولاية الإستوائية بالهند حيث الأمطار الموسمية كما تتميز بطبيعة خاصة تميزها عن بقية أنحاء شبه القارة الهندية وتطل على المحيط الهندي وبها عدة قنوات مائية وغابات إستوائية تجعل منها واحة طبيعية شديدة السحر والغموض كما أن بها جبال ملتفة بالأشجار.. لا توجد بها صحراء وإنما أشجار ومراعي خضراء تحيط بكيرلا بأكملها ولا مجال للرمال الصفراء وجفاف الطبيعة بل اللون الأخضر بدرجاته الأخاذة وصفاء الأزرق المحيط به، تمتاز كيرلا أيضاً بمناطقها الخلابة ذات الطابع الإستوائي والتي يفد إليها الزائرون من كافة أنحاء العالم ومنها «فهد سلطان بتيري» وهي أحد المقاصد السياحية الحيوية التي يحرص علي زيارتها كل من يفد علي البلدة وتكون أول ما يراه لدي وصوله. وأخيراً، يتحدث أهل كيرلا «اللغة الماليالام» ولديهم كثير من الأساطير والعادات والتقاليد الغريبة والطريفة والتي تتوارثها الأجيال ويعاصرها الوافد علي المدينة الصغيرة.
يتناقل أهل كيرلا أسطورة المحارب «باروسوراما» الذى إشتهر بقوته وشجاعته ويقال إن اسمه مشتق من كلمة «باروسو» أو الفأس الذى كان رفيقه الدائم فى القتال طيلة أربع وعشرين عاماً، ذات يوم شعر «باروسوراما» بتأنيب الضمير بسبب المجازر التى اقترفها علي مدار سنوات عمره فما كان منه سوي أن فر هارباً لجبال «الغات» الغربية طالباً المغفرة ووعد بأن يهب قطعة أرض بقدر المسافة التى ستقطعها فأسه عند الإلقاء بها، عندها. إستجمع قواه ورمى فأسه لتنتهى الأسطورة بالقول إنه ما أن حطت الفأس على المياه حتى جفت مياه البحر مضيفة للهند مساحة 38.863 كم وهى ولاية كيرلا، وعليه، نشأت الولاية وكتب شهادة مولدها طاغية أتي لشبه القارة الهندية بجوهرة حقيقية ودرة للتاج ومصدر للتباهي بطبيعة مميزة وموقع فريد وثروات طبيعية وكنوز تزخر بها كيرلا دون مثيلاتها داخل الهند أو خارجها.
ومن قصة الميلاد، نشأت العديد من الطقوس والعادات التي إنتشرت بالمنطقة وإشتهر بها أهلها ودأبوا علي أدائها. لذا فتقديم العروض الفنية لشكر الخالق على الخير والبركة هي عادة قديمة عند الوصول بحراً لمكان ما والإنتهاء من موسم الحصاد وجمع الغلة، يجتمع أهل الولاية للإحتفال الذى يبدأ بتقديم لوحة من الفولكلور المحلى «كاثاكالى» أو تمثيل قصة وهي عبارة عن مجموعة أساطير تعود جذورها للقرن الثانى وتقدم كعرض مسرحي كعرض أسطورة «رامايانا» التى تحكى عن الصراع بين ملك سيرلانكا «رافانا» و«راما» الذى حاول إسترجاع «سيتا» ملكة الزرع بالهند بعد أن خطفها الملك وسجنها بقصره وهي من الأساطير الدارجة فى كثير من دول شرق آسيا. في كيرلا، تسمى فنون الدفاع عن النفس المحلية «كالاري باياتو» وتعتمد على اللياقة البدنية العالية، كما تعتمد على إستخدام الأسلحة كالسيوف. وأخيراً، يسيطر الحزب الشيوعي على المشهد السياسي بالولاية وليس غريباً أن ترى المسيرات الحاشدة والمظاهرات والإضرابات فيما تتنوع الديانات ما بين الإسلام والبوذية والهندوسية والمسيحية والفنون التقليدية هي الكاتاكالي وأوبانا وكولكالي. هذا وتشتهر الولاية بزراعة الشاي والأرز والموز وجوز الهند والمطاط والفانيليا.
تتولى أم العريس وبعض المقربات مهمة السؤال فى سرية تامة عن الفتاة التى يختارها ولدهم ويقرر طلبها للزواج فيقمن بزيارة المنازل القريبة لمنزل العروس قبل أيام قليلة من تحديد موعد الزفاف لمعرفة كل شىء عن ماضيها وللإستفسار عن مدى إجادتها للأمور المنزلية ورعاية الأسرة والحفاظ علي العلاقة الأسرية. ويحافظ أهل كيرلا يوم العرس على عادات قديمة تقضى بأن يعقد العريس خيطاً عليه حبوب من الخرز الملون حول عنق عروسه دليلاً على الرغبة في الإرتباط الأبدى.
بجنوب قارة آسيا. تقع الهند -سابع أكبر بلد من حيث المساحة والثاني بعدد السكان. يحدها المحيط الهندي جنوباً وبحر العرب غرباً وخليج البنغال شرقاً وباكستان غرباً والصين الشعبية ونيبال وبوتان شمالاً وبنجلاديش وميانمار شرقاً كما تقبع علي مقربة من سريلانكا وجزر المالديف وإندونيسيا. هي مهد حضارة وادي السند وطريق التجارة التاريخي وأرض عدة إمبراطوريات. عرفت شبه القارة الهندية بثراوتها التجارية والثقافية ونشأت بها أربعة أديان رئيسية هي الهندوسية والبوذية والجاينية والسيخية فيما وصلتها الزرادشتية واليهودية والمسيحية والإسلام بالألفية الأولي الميلادية وشكلت تلك الديانات والثقافات التنوع الثقافي للمنطقة. أرفقت الهند لشركة الهند الشرقية البريطانية بوقت مبكر من القرن الثامن عشر وإستعمرتها بريطانيا من منتصف القرن التاسع عشر وحتي منتصف القرن العشرين ونالت إستقلالها عام 1947م إثر حركة الكفاح لأجل الإستقلال. تضم جمهورية الهند الشعبية ولاية وسبعة أقاليم إتحادية في ظل نظام برلماني ديموقراطي وتملك ثاني عشر أكبر إقتصاد عالمي بسوق صرف العملات ورابع أكبر قوة شرائية. وقد أحالتها الإصلاحات الإقتصادية منذ عام 1991 لواحدة من أكبر الإقتصادات نمواً ورغم ذلك لا زالت تعاني من شدة الفقر والأمية وسوء التغذية نظراً للكثافة السكانية الهائلة. مجتمع الهند متعدد الديانات واللغات والأعراق وهي أيضاً موطن التنوع بالحياه البرية بأنواع عديدة من المحميات.
إسم «الهند» مشتق من «إندوس» وهي مشتقة من الكلمة الفارسية «الهندوس» من السنسكريتية سيندو، من التسمية المحلية التاريخية لنهر أندوس. أشار اليونانيون القدماء للهنود بإندو، شعب اندوس. وإعترف الدستور بإسم بهرات رسمياً وهو مُشتق من إسم الملك بالأساطير الهندوسية. هناك أيضاً «هندوستان» وهي الكلمة الفارسية للفظة “أرض الهندوس” وتعني الهند الشمالية وأحياناً مرادفاً لكل الهند.
تبين الرسوم بمأوي صخور فترة العصر الحجري في بهيمبكتا بماديا براديش وهو أقدم أثر عرفته الحياة البشرية بالهند بداية الحياة بها. وتوجد بها أولي المستوطنات الدائمة التي ظهرت منذ أكثر من 9000 عام وتطورت تدريجياً لحضارة وادي السند والتي يعود تاريخها لعام 3300 قبل الميلاد بالهند الغربية وأعقبها العصر الفيدي والذي أسفر عن تأسيس الهندوسية وبعض الجوانب الثقافية الأخرى في بدايات المجتمع الهندي وإنتهت عام 500 قبل الميلاد. ومنذ 550 قبل الميلاد، تأسست بأنحاء البلاد عدة ممالك مستقلة وجمهوريات عرفت بماهاجاناباداس. وفي القرن الثالث قبل الميلاد، تم توحيد أغلب جنوب آسيا بالإمبراطورية المورية عن طريق شاندراغوبتا ماوريا وإزدهرت في عهد أشوكا الأكبر. ومنذ القرن الثالث الميلادي، أشرفت سلالة جوبتا على ذلك العصر الذي أشير إليه بـ “العصر الذهبي للهند”. وبفضل رعاية هؤلاء الملوك، إزدهر العلم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والمنطق واللغة والأدب والرياضيات والفلك والدين والفلسفة. أعقب ذلك الفتح الإسلامي لشبه القارة الهندية بين القرن العاشر والقرن الثاني عشر، وأصبح جزء كبير من شمال الهند تحت حكم سلطنة دلهي تلاه الإحتلال المغولي وتمتعت خلاله الهند بتقدم ثقافي وإقتصادي وإنسجام ديني وقام أباطرة المغول بتوسيع إمبراطورياتهم ولعل أهمهم علي الإطلاق هو الحاكم المغولي المسلم «شاه جهان» الذي ترك آثار خالدة منها تاج محل في أغرا. منذ القرن السادس عشر، أسست القوى الأوروبية كالبرتغال وهولندا وفرنسا والمملكة المتحدة محطات تجارية وإستغلت لاحقاً النزاعات الداخلية لتأسيس مستعمرات بالبلاد. وبحلول 1856م، خضعت الهند لسيادة شركة شرق الهند البريطانية تلاه عصيان مسلح بكل أنحاء البلاد عُرف بحرب الإستقلال أو «تمرد الجندي الهندي» وقد فشلت تلك الثورات عسكرياً. ونتيجة لعدم الإستقرار، أصبحت الهند تحت السيادة المباشرة للنظام الملكي البريطاني. في القرن العشرين، بدأت حركة إستقلال الهند والكفاح الذي أطلقه مؤتمر الهند الوطني وغيرها من المنظمات السياسية. وقاد غاندي الملايين بحملات وطنية لعصيان مدني غير عنيف. وفي 1947م، نالت الهند إستقلالها وتم فصل مناطق الأغلبية المسلمة عن البلاد لتكوين ولاية منفصلة أطلق عليها لاحقا ًدولة «باكستان».
بمطلع 1950م، أصبحت الهند مستقلة بدستور جديد. ومن وقتها، واجهت الهند تحديات التعصب الديني والعنف الطبقي والإرهاب ومتمردي الإنقسمات المحلية. ومنذ هجمات 1990 الإرهابية التي طالت عدة مدن هندية، لم تقم الهند بحل النزاع الإقليمي بينها وبين الصين والذي تصاعد عام 1962م لحرب بين البلدين وكذا باكستان ومن ثم عدة حروب من 1947م وحتي 1999م. والهند هي أحد الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة وحركة عدم الإنحياز كما أجرت تجربة نووية تحت الأرض عام 1974م وخمس تجارب أخري عام 1998م وحدثت إصلاحات إقتصادية كبيرة بدء من عام 1991م حولتها لواحدة من أسرع الإقتصادات نمواً مما من نفوذها عالمياً.
يُقدر عدد سُكانها بنحو 1.17 مليار نسمة، يمثلون 17 ٪ من سكان العالم. شهدت ال 50 عاماً الماضية زيادة سريعة بعدد السكان بسبب التقدم الطبي والزيادة الهائلة للإنتاجية الزراعية بفضل الثورة الخضراء. يقيم ما يقرب من 70٪ من الهنود بالمناطق الريفية برغم نزوح أعداد كبيرة للمدن مما أحدث طفرة بعدد سكان المدن. أكبر المدن هي مومباى ودلهي وكالكتا وتشيناي وبنغالور وحيدر أباد وأحمد أباد وهي الأكبر ثقافياً ولغوياً وتاريخياً. وللهند لغتان أساسيتان هما الهندية الآرية ويتحدث بها 74% من السكان والدرافيديان ويتحدثها بها 25٪ فيما تستخدم الإنجليزية بالتجارة والإدارة والتعليم المتوسط والعالي كما يعترف الدستور بـ 21 لغة أخرى. تتسم ثقافة الهند بالتوفيق الديني والتعددية الثقافية والحفاظ علي التقاليد القديمة مع إستيعاب العادات والتقاليد والأفكار الوافدة ونشر التراث الثقافي. يُعرف المجتمع الهندي التقليدي بنظامه الإجتماعي الطبقي الصارم حيث تحترم بشدة القيم العائلية التقليدية الهندية وأغلبية الهنود يتم ترتيب زواجهم من قبل والديهم وكبار العائلة بموافقة الزوجين. ولما كان الزواج بالهند أبدي، يكاد يختفي معدل الطلاق ولا زالت عادة زواج الأطفال ممارسة شائعة مع زواج نصف النساء قبل السن القانونية وهي 18 عاماً. يتميز المطبخ الهندي التقليدي بالإستخدام الدقيق للأعشاب والبهارات وأهم الأطعمة هي الأرز جنوباً وشرقاً والقمح شمالاً. أما البهارات كالفلفل الأسود والفلفل الحار، فموطنها الأصلي شبه القارة الهندية. هذا ويختلف الزي الهندي التقليدي عبر المناطق بلونه وشكله ويعتمد علي عدة عوامل كالمناخ. يشمل الشكل الشهير للزي ملابس مزينة كالساري للنساء وال Dhoti أو Lungi للرجال، كثير من المهرجانات الهندية هي دينية في الأصل ويحتفل بها الجميع علي إختلاف الطبقة الإجتماعية أو العقيدة. بعض المهرجانات الشعبية هي ديوالي وغانيش وتايلاند وهولى ودورغا بوجا وعيد الفطر وعيد الميلاد وبوذا جايانتى وللهند ثلاثة أيام من العطلات الوطنية فيما تتراوح الأعياد بها بين تسعة واثني عشر ويحتفل بها رسمياً بكل ولاية على حدة. وتظل الممارسات الدينية جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية بل لعلها أيضاً ضمن أولويات الشئون العامة.
تظل العمارة الهندية أحد مجالات التنوع الثقافي وتضم مزيجاً من القديم وأنواع من التقاليد المحلية بأنحاء البلاد وخارجها. أما الموسيقى فتعبر عن التقاليد والأنماط المحلية وتضم الموسيقى الكلاسيكية موسيقي شمال الهند الهندستانية وموسيقي جنوب الهند التقليدية. والرقص أيضاً له أشكاله الشعبية والكلاسيكية المتنوعة. كثيراً ما يتضمن المسرح الهندي الموسيقي والرقص والحوارات الإرتجالية وغالباً ما تقوم القصص على الأساطير الهندوسية، أيضاً تستعير من رومانسيات العصور الوسطى وتنقل أنباء عن الأحداث الإجتماعية والسياسية، السينما في الهند هي الأكبر في العالم ومقرها بومباي وهي السينما الأكثر غزارة إنتاجياً في العالم. السينما التقليدية القديمة أيضا توجد بالسينما البنغالية والكانادا والماليالام والماراثى والتاميلية وبلغة التاليجو. والأعمال الأدبية الهندية القديمة كانت تنتقل شفهياً ثم كُتبت بعد ذلك. وتشمل هذه الأعمال الأدبية السنسكريتية والشعر وفي اللغة التاميلية «أدب سانجام». وضمن أشهر كتاب الهند بالعصر الحديث الناشطين باللغات الهندية أو الإنجليزية «رابيندراناث تاغور» الذي فاز بجائزة نوبل عام 1913م.