في قلب سيناء وعلي ضفاف البحر الأحمر برماله البيضاء ومياهه الفيروزية، يقبع في هدوء وسكينة منتجع سهل حشيش علي مقربة 18 كم فقط من جنوب الغردقة في إحدي أجمل بقاع العالم وأكثرها تعبيراً عن الطبيعة حيث الفطرة الأولي والجمال الرباني والسحر بأبهي صوره. شواطئه الرملية تمتد لمساحة 12.5 كم وربما تزيد فيما تحيط به جبال البحر الأحمر غرباً ومياه البحر الأحمر الزرقاء المتلألئة شرقاً وتصل مساحته الإجمالية إلى 41 كم مربع. هدوء وسكينة وإسترخاء وكثير من المتعة والمرح والإنطلاق ما بين الممرات القريبة بنقائها وخضرتها والجسر الخشبي برماله البيضاء الرائعة وأكواخ الشاطئ البدائية غاية في الجمال والروعة. كثير من المعالم السياحية والأنشطة الرياضية والفنية والثقافية وعالم ساحر يذخر بكل ما يضفي علي النفس راحة وسلاماً ويعود بالروح لفطرتها والقلب لدقاته العذبة والنفس لصفائها وفطرتها الأولي. إنه سهل حشيش حيث مغامرة بحرية أعلي الجواد الرامح تحت النجوم الساطعة.. هل ذهبت إلي هناك؟
عند دخولك مدينة سهل حشيش، سترحب بك بوابة ضخمة يُطلق عليها «البوابة الفرعونية» وهي تذكاراً أصيلاً للتاريخ القديم الثري الذي تتمتع به المنطقة كما أنها نسخة شبيهة لمدخل معبد الكرنك في الأقصر. من المدخل، سيأخذك عبق الماضي لعالم آخر من الأصالة والعراقة وذكريات الأمس الجميل بلمسة عصرية ساحرة. يسبق تلك البوابة ممر من التماثيل علي غرار التماثيل المصرية القديمة والتي تصور جنود الفراعنة واقفين بشموخ وعزة وفخر للترحيب بالزائزين. سيذكرك المكان بتماثيل أبو الهول والتي تمتد على الطريق الممتد بطول 2 كم والواصل ما بين معبدي الأقصر والكرنك والذي يحيط به من كلا الجانبين تماثيل أبو الهول الشامخة. ومن البوابة إلي الرصيف الممتد من منتجع سهل حشيش للبحر الأحمر والمنطقة الجديدة التي تسمى «المدينة القديمة» والتي تضم مجموعة من أروع مميزات المنتجع وكذا الفيلات والشقق والشواطئ الخاصة الفخمة، سيسحرك المكان وتبهرك دقة تفاصيله برغم كونه لا زال بعد بكراً أصيلاً علي فطرته الأولي. عند التنزه حول أرجاء المكان، لا تنس أن تنظر للماء بدقة لتكتشف عالماً متعدد الألوان يبدو واضحاً عبر مياه الخليج الصافية الكريستالية وتمتع أيضاً برؤية «المدينة الغارقة» وهي أحد أهم المزارات والمعالم السياحية بسهل حشيش وهي متاهة لمباني وأعمدة خاصة بالمعبد الذي يُشبه معبد حورس في إدفو. يعود تاريخ سهل حشيش لعصر الفراعنة القديم إذ كانت بمثابة الميناء التجاري الرئيسي لمصر القديمة في البحر الأحمر. لن يمكنك مقاومة الرغبة في الإستمتاع بمناظر المدينة الغارقة الأسطورية التي تبعد بضعة مترات عن الشاطئ وتكثر الحياة البحرية الملونة في تلك المتاهة التي تتكون من مبنى وأعمدة مغمورة تحت الماء، وتشكّل مشاهدة الأسماك متعة عظيمة خاصة للأطفال عند التجول ما بين الممرات والصخور في مغامرة ممتعة لإكتشاف
سر المدينة الغارقة
إذا لم تسنح لك فرصة ركوب الجمل العربي أو إمتطاء حصان من قبل، ستتمكن من القيام بذلك في سهل حشيش إذ يُعد المنتجع واحداً من أفضل المواقع للإستمتاع بركوب الجمال العربية في مصر سواء بمفردك أو بالإستعانة بأحد المدربين المهرة لمرافقتك في جولة على الجمل العربي أوالحصان براً أو بحراً فضلاً عن رحلات السفاري في الصحراء، ستأخذك الدهشة وكثير من الإنبهار عند رؤية ساحة الوصول المذهلة لقلب منتجع سهل حشيش. ويضم التصميم المعماري للساحة مزيجاً رائعاً ومتناغماً من القبب الذهبية والتصميمات الأرابيسك والأكشاك الخشبية المتناثرة بين طرقات الحدائق فضلاً عن الثريا رائعة الجمال والمصنوعة يدوياً. هذا وتضفي النافورة المضاءة المتدفقة على المستويات الخمس المختلفة للساحة سحراً وعبقاً أصيلاً علي كافة أرجاء المكان فتبدو وكأن مياهها تجري لتصب مباشرة في البحر الأحمر عند الطرف النهائي للساحة التي تتسع لنحو 15000 ضيف وقوفاً و2500 ضيف جلوساً كما يمكن تقسيمها إلى عدة مناطق إستقبال أصغر، مما يجعلها مكانًا أيضاً مكاناً لإقامة المناسبات الحميمة وحفلات الزفاف.
قبل الرحيل
ويبقي الممشى البحري أفضل مكان للتنزه قبيل غروب الشمس ويقدم التصميم المعماري الساحر للمنتجع أحد أكثر الأنشطة متعة وسهولة حيث تؤدي جميع شوارع المنتجع إلى ذلك الممشى البحري الطويل الذي يواجه الجبهة البحرية فيما تطوق تلك النزهة الساحرة الحدائق الغناء الساحرة والخيم الخشبية حيث يمكنك الإسترخاء ولقاء الأصدقاء لتناول شراب منعش خلال ساعات الظهيرة. أضف لذلك كون المكان مثالي لممارسة رياضة الجري الخفيف وركوب ألواح التزحلق والتزحلج أيضاً أو الإستمتاع بنزهة هادئة قبيل الغروب أو مع نسمات الفجر المنعشة ونسيم البحر يداعب وجهك بلطف ويمنحك إحساساً رائعاً وشعوراً بسعادة غامرة .