ظهرت عدة تقاليع غريبة للإحتفال بليلة رأس السنة منها ما بلغ حد الجنون ومنها ما كان غير طبيعي بالمرة. جاءت في البداية بطقوس هادئة كشرب الشمبانيا وعد عقارب الساعة وتحول الأمر لاحقاً لإلقاء الأثاث من النوافذ وأكل 12 ثمرة عنب وتكسير الأطباق على أبواب الجيران أو رش المياه على المارة في الطرقات. عن أغرب عادات وطقوس رأس السنة، جولة حول العالم وكل ما هو فريد وجديد ومبتكر.
إعدام الجوارب في إنجلترا والعدس في إيطاليا
طقوس الإحتفال برأس السنة في إنجلترا من أقدم طرق الإحتفال في العالم وفيها تتم إضاءة كافة أنوار لندن ويُقدم رأس الخنزير المشوي كطبق رئيسي على مائدة عيد الميلاد. يحدث أيضاً أن يتم المزج بين كثير من الأنشطة لخلق طابع خاص كما يتميز الإحتفال بإعدام الجوارب ووضعها بالمداخن وملئ أكياس الهدايا بها. وبكل رأس سنة جديدة، يتجمع الناس في ساحة الحمام بأعداد كبيرة حتي أن المارة لا يروا الحمام من شدة الزحام بل سيلاً من البشر وجموع المترقبين لساعة الصفر وبداية العام الجديد. أما في ألمانيا، فيتم تجميل وإضاءة الأشجار لإعتقاد المواطنين بكونها أشجار الجنة وينتشر التفاح الحلو والمكسرات والشموع الكثيرة وبمجرد بدء العام الجديد، يبدأ الكبار في قراءة القصص للأطفال وبعدها يتم فتح الهدايا. ولأن الطعام هو الشيء المقدس لدى الإيطاليين، يتم إعداد موائد الإحتفال برأس السنة جيداً لتزخر بمختلف أنواع الطعام ومائدة رأس السنة لابد وأن تشتمل على أطباق العدس لإعتقاد الإيطاليين بأنه يجلب الرخاء المالي وتستمر الحفلات حتى مطلع الفجر، فمن عاداتهم الوطنية
العنب لنبوءة العام والأصفر للحظ
إنتشرت عادة أكل 12 ثمرة عنب بعدة دول ولكنها تأصلت في المكسيك ففي كل ساعة يقومون بتناول ثمرة عنب وكل واحدة ترمز لشهر من شهور العام الجديد. ومع تذوق طعم كل ثمرة على حدة، يتوقعون كيف سيكون الشهر المرتبط بها. إذا أراد الفنزويلي السفر كثيراً خلال العام الجديد، عليه حمل أمتعته حول المنزل طوال يوم 31 ديسمبر. وتُستقبل السنة الجديدة لديهم بإرتداء الملابس الداخلية الصفراء لكونها تجلب الحظ، ويقوم الفنزوليون بكتابة أمانيهم قبل ليلة العام الجديد، ومع إقتراب منتصف الليل، يجمعون تلك الأمنيات ويحرقونها في إشارة لإمكانية تحقيقها. في بورتوريكو، الأمر يختلف فشعب تلك البلدة الدافئة يحتفل بالعام الجديد بإلقاء الماء على المارة بالطرقات للتخلص من كل شيء سيء ويستعدون للأشياء الجيدة مع بداية العام الجديد. يعملون أيضاً على جلب الحظ في السنة خلال العام الجديد برش المنزل والفناء بالسكر. أما في أمريكا الجنوبية وتحديداً في البرازيل، تكون السنة الجديدة مُفعمة بالحظ والسلام إذا إرتدى البرازيليون الملابس البيضاء في ليلة رأس السنة كما تُوقد الشموع لإعتقادهم أن إلهة البحر تراها وتحقق لهم رغباتهم. يشتهر الشعب البرازيلي بعشقه للرقص في الإحتفالات، خاصة رقصة السامبا وتضم مائدة الطعام الديك الحبشي ولحم الخنزير والأرز الملون وكثير من الفاكهة
القفز في الفلبين والضحك في اليابان
يعتمد الشعب الصيني في الإحتفال برأس السنة على الزينة والإضاءة
المبهجة حيث يقوم الصينيون بصنع الأشكال الورقية المضيئة ووضعها حول شجرة عيد الميلاد كما يهتم الشعب الصيني بتعليق صور ولوحات الأجداد أثناء تناول عشاء رأس السنة. ولعل الإحتفال في الفلبين هو الأغرب علي الإطلاق إذ يأمر الآباء أبناءهم بالقفز في منتصف الليل حتى يزداد طولهم خلال العام الجديد والغريب أنهم يمارسون هذه العادة منذ أمد بعيد ولم ينتبهوا لكون أحجامهم لا تزيد، ولا زالوا يصرون على العادة ذاتها كل عام. أما في اليابان، فيتم تزيين المنازل بأكاليل الزهور في ليلة رأس السنة لكونها تطرد الأرواح الشريرة وترمز للحظ والسعادة. ومع حلول العام الجديد، يشرع اليابانيون في الضحك عالياً وربما القهقهة لإيمانهم بأنه يجلب الحظ أيضاً.