جامايكا.. درة جزر الكاريبي الفريدة.. وبلد القراصنة الحقيقيين في الماضي، شعبها بشوش تحس وكأنك تعرفه منذ وقت طويل، يشتهرون بالشعر الطويل الملفوف والمسترسل وأجسادهم الرياضية الفارعة ذات اللون الخلاسي التي اكتسبوها من السباحة حيث إن حياة البحر وأسراره هي جوهر معيشتهم، ويعد وصول كولمبوس المكتشف البرتغالي عام 1494م كارثة بكل المقاييس حيث جلب معه الأمراض وبخاصة الجدري وأرعب الجمايكيين ولكنه اشتق اسم الجزيرة من تسمية السكان المحليين «إكسايماكا» ومعناها أرض الماء والخشب ومن ثم غادرها في طريقه لاكتشاف العالم الجديد.
جزيرة ساحرة عاصمتها “كينجستن” تقع ضمن نطاق جزر الهند الغربية جنوب كوبا وغرب هاييتي مناخها الاستوائي يثير أحاسيس كل مغامر، يتحدث أهلها اللغة الإنجليزية تليها الكريول وهي لغة سكان جزر الهند الغربية من أصل أوروبي، ويتعامل أهلها بالدولار الجامايكي «يعادل مائة سنت». تشتهر البلد بأنها كانت قاعدة حقيقية لقراصنة البحار حيث جلبوا ما نهبوه من خيرات إلى قاعدتهم في بورت رويال والتي ضربها زلزال أسطوري مدمر أخفاها تحت سطح البحر عام 1692م، ثم هزم الانجليز الحامية الإسبانية الصغيرة الباقية بقيادة الأميرال «وليام بن» واستعمروا الجزيرة وسخروا السكان المحليين والأفارقة المستجلبين كعبيد للعمل على زراعة المحاصيل النقدية كجوز الهند وقصب السكر والتبغ لبيعها في مستعمراتهم الواسعة وأطلقوا عليهم «عبيد المارون» حتى تم تحريرهم عام 1833م.
دولة مستقلة..
جامايكا دولة كاملة الاستقلالية منذ 1962م وإن كانت أسمياً تتبع للتاج البريطاني تحت الكومنولث ولها حاكم عام معين من قبل الملكة ومجلس نواب منتخب ومجلس شيوخ معين أهم مدنها العاصمة كينجستن ومونتيجيو باي وسان أندرو حيث إنها موانئ تنبض بالحياة مع شركاء جامايكا التجاريين مثل الولايات المتحدة وكندا وفنزويلا وترنداد وتوباجو وتوجد بهذه المدن مناطق أثرية تحكي تاريخ ورود المستعمر على الجزيرة مبنية من هندسة معمارية نادرة من قرون مضت تبدل دخلها النقدي الأول من المارجيوانا أو الجانجا بلغة السكان المحليين إلى صناعة السياحة وتشتهر بتعدين وبصناعة البوكسيت كما تشتهر بمحاصيل البن والبطاطس وقصب السكر والتبغ حيث إن 45% من مساحتها زراعية.
عشق الموسيقى..
يشتهر الجامايكيون بأنهم شعب يعشق الموسيقى، فهي تعبر عندهم عن قصة حياة الأجداد الراغدة في إفريقيا وما آل إليه وضعهم بعد أن أخذوا عبيداً في مستعمرات الرجل الأبيض، أما تعبيرهم عن حياتهم عن طريق الرقص فينقسم إلى تعبير عن الفرح عند مواسم الحصاد والأعراس ويسمى «الكوادرل» وتعتبر المدنية الحديثة حيث إنها مأخوذة من المستعمر الأبيض وهى عبارة عن شبه تقليد له، وهناك رقص الحزن وهو مستمد من رقصات الكنغو الإفريقي ويسمى الـ«دينكي ديني» وهو تعبير حقيقي عن أصولهم الإفريقية، عرفت موسيقاهم المحلية بـ«المونتيو» وقدمها مواطنوهم المهاجرون إلى أمريكا من أجل حياة أفضل هذه الموسيقى وغيرها للجمهور الأمريكي وصعدوا بها لمصاف العالمية لشفافيتها ومن أشهر هؤلاء المغني «جيمي كليف».
يبقى أن نعرف أن الكاريبيين الجامايكيين اليوم لهم مجتمع يفخرون به.. فالطقس المعتدل طوال العام والقوانين التي تشجع الاستثمار والسياحة المتاحة لكل الفئات، الغني منها والفقير والبلد النظيف بمدينته الهادئة وشواطئه وخلجانه الساحرة التي تمتد رمالها البيضاء والذهبية مرصعة بأشجار جوز الهند في منظر الكعكة الملونة الجميلة ذات الشموع الخضراء وهؤلاء السكان السمر الطيبون الذين تعلو وجوههم بسمة تدفع محبي الهدوء من جميع أنحاء العالم للتوجه إلى عروس الكاريبي.. جامايكا.