رمز عاصمة النور الخالد وشعارها.. عُرض ضمن فاعليات المعرض العالمي عام 1889 فإنبهر به الجمهور وإستقطب ما يزيد عن 236 مليون زائر منذ إفتتاحه. إنه برج إيفل الذي إستغرق إنشائه عام وستة أشهر وخمسة أيام بدأت عام 1887 وإنتهي عام 1889 بأيدي 250 عامل وإفُتتح رسمياً في الحادي والثلاثين من مارس عام 1889. وسريعاً، تآكلت واجهته ولم بعرف النجاح الحقيقي إلا خلال ستينيات القرن الماضي ومع بداية إنطلاق السياحة العالمية. إنه برج إيفل الذي لا يغلق أبوابه علي مدار العام ويستقبل سنوياً أكثر من ستة ملايين زائر. لا تنساه في زيارتك لباريس وإذهب إليه خصيصاً ليروي لك تاريخ المدينة العريقة وقصص مرت بها وذكريات لا تُنسي.
إنه برجاً حديدياً يبلغ إرتفاعه 324 متراً ويقع بأقصى الشمال الغربي لحديقة شامب-دي-مارس بالعاصمة الفرسية علي مُقربة من نهر السين. عكف علي تشييده غوستاف إيفل ومعاونيه بمناسبة المعرض الدولي لباريس عام 1889 وسمي برج 300 متر إبان الإفتتاح، ومن يومها، أصبح رمزاً للعاصمة الفرنسية وأحد أهم المواقع السياحية بها إذ يُمثل تاسع المواقع الفرنسية الأكثر زيارة بحسب إحصائية عام 2006 وهو الأول من حيث عدد الزوار حيث بلغ عدد الزوار 6،893 مليون زائراً عام 2007. يرتفع لنحو 313،2 متر ومن ثم ظل علي مدار 41 عاماً المعلم الأكثر إرتفاعاً في العالم بأسره. تمت تعليته عدة مرات بتثبيت عدد من الهوائيات ليبلغ إرتفاعه 327 متر منذ مارس 2011. تعتبر الفترة التي تم فيها البناء قياسية بالنظر للأدوات المتاحة في ذلك العصر ومقارنتها مع مدى الدقة والضخامة التي تميز بها هذا البناء. يتكون البرج من 18,038 قطعة حديد و2.5 مليون مسمار ويزن إجمالياً 10,100 طناً حيث يرتكز على أربعة أعمدة مكونة فيما بينها قاعدة أبعادها 125*125 متراً أي بمساحة 15,625 متر مربع (م2) ومن الطريف أيضاً أنه من مجموع 2500000 مسماراً التي يحويها البرج، 1050846 منها فقط رُكبت بالموقع أي ما يُقارب 42٪ من المجموع وتم تجميع معظم العناصر بورش عمل ليفالوا بيريه على الأرض بواسطة قطع من خمسة أمتار مع براغي مؤقتة. بعدها، تم إستبدالها بشكل دائم بمسامير موضوعة في درجة حرارة مرتفعة. بناء الأجزاء وتجميعهم لم يأت من قُبيل الصدفة. رُوعيت أعلي درجات الدقة في تصميم البرج إذ عمل 50 مهندساً لمدة سنتين وقدما 5300 رسماً مجملاً ومُفصلاً وكانت كل قطعة من 18038 قطعة من الحديد قد رُسم لها مخطط وصفي. في موقع العمل، وفي بادئ الأمر، ركز عمال على تشييد القواعد الخرسانية الضخمة التي تُدعم الركائز الأربع للصرح مما يقلل من ضغط كل المكونات على الأرض والتي يُقدر ضغطها حوالي 4،5 kg/cm2 على أساساته.
كهذا تم الإنشاء
تركيب الأجزاء المعدنية بدأت تحديداً في الأول من يوليو 1887 وقد أُطلق على الرجال المسؤولين عن تجميع تلك القطع العملاقة بالطيارين وكانوا يعملون بقيادة رفيق جان. ومع بلوغ إرتفاع 30 متراً، تم رفع الأجزاء بإستخدام رافعات بطريق المصاعد. بين 30 و45 متراً إرتفاع، شُيدت 12 منصة خشبية. بعد إجتياز إرتفاع 45 متراً، توجب تثبيت منصات أخرى مناسبة مع 70 طن للحزمة التي تم إستخدامها بالطابق الأول. ثم جاء وقت تقاطع هذه الحزم الضخمة مع الأطراف الأربعة، في الطابق الأول. تم تنفيذ هذه الوصلة دون وقوع حوادث في7 ديسمبر 1887 وبعدها أصبح إستعمال المنصات المؤقتة غير مفيد، إُستبدلت في البداية بالطابق الأول (57 متر)، ثم إنطلاقاً من أغسطس 1888، إستبدلت بالمنصة الثانية (115 متر). في سبتمبر 1888 في حين أن البناء على قدم وساق، والطابق الثاني يشيد، دخل العمال في إضراب حول ساعات العمل (9 ساعات في فصل الشتاء و12 ساعة في الصيف)، وأجورهم الهزيلة نظراً للمخاطر التي يتعرضون لها. رد عليهم غوستاف إيفل بقوله إن المخاطر لا تختلف عن العمل في إرتفاع 200 متر أو 50، وعلى الرغم من أن العمال كانوا بالفعل مجهزين أفضل من المتوسط في هذا القطاع في ذلك الوقت، إلا أنه رفع لهم الأجور لكنه رفض رفع الأجور حسب على ارتفاع منطقة العمل (وكان هذا طلب العمال. بعد ثلاثة أشهر، حدث إضراب جديد، ولكن هذه المرة رفض أي تفاوض مع المضربين. في مارس 1889، تم الانتهاء من النصب في الوقت المحدد وبدون تسجيل أية حالة وفاة بين العمال (مع ذالك فقد وجد رجل الموت، ولكنه كان يوم الأحد، ولم يكن يعمل وقد فقد توازنه خلال مظاهرته لخطيبته). وقد بلغت التكلفة 1.5 مليون فرنك أكثر مما كان متوقعاً، وتضاعفت مرتين عما تم توقعه أصلاً في إتفاق يناير 1887. إكتمل المبنى تقريباً وبقي توفير وسيلة للجمهور لبلوغ المنصة الثالثة. ومن ثم، طلب غوستاف إيفل من ثلاث ممولين جدد وهم غوكس كومبلوزيي وولباب الذي أصبح شندلر، الشركة الأمريكية أوتيز وأخيراً ليون ادوكس بعد أن تم رفض مصاعد بالكمان التي كانت مقررة أصلاً في المشروع المقدم للمسابقة في مايو 1886 من قبل هيئة محلفين، ثلاثة بائعين جدد. نظراً لمتانة وإرتفاع البرج، فقد فتح ذلك الباب أمام كثير من الإستخدامات لإمكانيات البرج.
كيف تم إستخدامه؟
في بداية عام 1906، كانت المحاولات الأولى لإستخدامه في البث الإذاعي، على أساس كونه دخل الخدمة فعلياً عام 1920 م كذلك شهد البرج المحاولات الأولى لإستخدامه في البث التليفزيوني من 1921 إلى 1935 ولكن الخدمة بدأت فعلياً منذ عام 1957. ومنذ تم الإنتهاء من البناء، أصبح البرج قبلة العلماء والمهندسين والباحثين لإجراء التجارب المختلفة سواء كانت متعلقة بالطقس أو سقوط الأجسام الحرة أو الرصد وغيرها. وفي عام 1909، تم بناء نفق هواء للقيام ببعض الأبحاث العلمية. واليوم، يوجد بالبرج مطعمين يتيحان رؤية بانورامية لمدينة باريس وهما مطعم «Altitude 95» بالدور الأول ومطعم «Le Jules Verne» بالدور الثاني وله مصعد خاص بالركن الجنوبي من البرج. ومنذ البداية، وضع إيفل بحسبانه أن يتم إستخدام الإضاءة الصناعية للإنارة حيث تم تركيب أول نظام إضاءة بمناسبة المعرض الدولي عام 1899. وقد مر البرج بجميع أنواع الإضاءات طيلة تاريخه بدء من الجاز وحتي الكهرباء. وفي عام 2000 وإحتفالاً بالألفية الجديدة، تم تركيب نظام متكامل من الإضاءة يضم 20,000 لمبة إضاءة بواقع 5,000 بكل جانب و40 كم من الأقطاب الكهربائية و40,000 وصلة كهربائية و80,000 أجزاء معدنية أخرى تزن حوالي 60 طن بالإضافة إلي 230 من اللوحات والصناديق الكهربائية وكذا10,000 م2من شبكات الأمان الكهربائية.