حقيقة أم خيال؟
تزخر الذاكرة المصرية بكم هائل من التراث الفولكلوري من الخرافات والأساطير التي ابتدعها الخيال الشعبي لفك رموز العوالم الغيبية، نباح الكلب نذير شؤم ورؤية الغراب تعني موت أحد الأقارب، وإذا رفت عينك اليمنى فذلك يعني أن أحدهم يذكرك بخير، أما إذا رفت عينك اليسرى فيعني العكس تماماً، وفتح المظلة داخل البيت يجلب الشؤم والخراب لأهل البيت أما الضحك بكثرة فيعني أن اليوم التالى سيكون مليئاً بالأحزان، قد يكون أمراً مسلياً أن نستمع إلى الجدات وهن يسردن بعضاً من تلك الخرافات التي توارثنها عن جداتهن وترسبت في دواخلهن إلى أن صارت أقرب إلى الحقائق العلمية منها إلى الخرافة.. اليوم رغم أن بعضنا مازال يحتفظ بمخلفات تلك الخرافات في دواخله إلا أن معظم شباب اليوم يرفض أن تتحول تلك المعتقدات البائدة إلى أسلوب في الحياة يملي على الشخص خياراته ويوجه سلوكه وتصرفاته.
تراث من الخزعبلات
سارة الطالبة بالمرحلة الثانوية هي إحدى هؤلاء الشباب الذين يرفضون أن تملى عليهم الخزعبلات التراثية أسلوب حياتهم، «كنا نعيش مع جدتي وكثيراً ما سمعتها تردد بعضاً من تلك الأفكار مثل الصفير داخل البيت يجلب الشؤم والخراب لأهل البيت أو عدم كنس البيت وتنظيفه يوم الجمعة لأنه نذير شؤم أيضاً»، وتعتبر سارة أن توارث المعتقدات الخرافية ليس حكراً على مجتمع أو حضارة معينة بل إنه مسألة إنسانية تلتقي عندها جميع الحضارات حتى أن العديد من الخرافات تتكرر لدى عدة شعوب، لكن سارة من جهة أخرى تؤكد أنها يستحيل أن تفكر في منع أطفالها في المستقبل من الصفير داخل البيت بدعوى أنه نذير شؤم بل ستكتفي بتنبيههم إلى أن ذلك أمر مزعج ومن سوء الأدب مثلاً، وتستبعد سارة وجود فتاة شابة في هذا العصر قد تمتنع عن التنظيف يوم الجمعة لأنه أمر في منتهى السذاجة، وهنا تتدخل شقيقتها ضحى لتعلن أن الكثير من الشباب ممن يتبجحون بعدم اعتقادهم في مثل هذه الخرافات لا يدركون أن تلك الأفكار قد تغلغلت في أعماقهم ولا تطفو إلى السطح إلا في بعض المواقف، وتعترف ضحى أنها رغم رفضها لمثل تلك الخرافات فإنها لا تستطيع صب الماء الساخن في الحمام أو المغسل دون أن تتذكر تحذيرات والدتها وجدتها من أن الجن قد يتأذى وينتقم منها بأن يحتل جسدها مثلاً، وتؤكد ضحى أن تصرفها هذا يأتي عن قناعة لأنها تؤمن بوجود مخلوقات أخرى تقاسمنا هذا العالم، ولذلك ينبغي عدم إيذاء هذه المخلوقات أو بالأحرى اتقاء شرها بالتلفظ بالبسملة قبل صب الماء الساخن.
تفاؤل وتشاؤم
لا بد أن نميز بين نوعين من الخرافة، نوع يدعو للتفاؤل والتسلية ويضفي طابعاً مميزاً على الحياة، وآخر يغرق صاحبه في أفكار سوداوية تنغص حياته، فلا تنكر أبداً أنك تتفاءل إذا شاهدت فراشة بيضاء مقبلة عليك، ولكنك أيضاً لن تتشاءم إذا كانت الفراشة سوداء اللون أو إن شاهدت غراباً أو سمعت نباح كلب أو نهيق حمار، من الفتيات من لا يمانعن في «قرص» صديقاتهن العروس علها تكون العروس التالية! لكن ذلك لا يعدو أن يكون مجرد «تسلية واستبشار»، وبالمقابل فإن العديد من الفتيات أيضاً – وفيما يتعلق بأمر الزواج وشأنه – يؤمن بأن المكانس (المقشات) نذير شؤم، فيتجنبن المرور أمام بائعيها مثلاً حتى لا يتعرضن للمشي أسفل تلك المقشات، هؤلاء يؤمن بالفعل بأن المرور من تحت المكنسة يطرد العرسان مما يعني حرمانهن من الزواج!، أقوياء التأثر من الناس لا يمكن أن يسمعوا خبراً سيئاً أو قصة حزينة دون أن يمسكوا الخشب لأنها الحركة الوحيدة التي ستمنع إصابتهم بنفس المكروه حسب الاعتقاد القديم، إن جو القدسية الذي يحظى به عالم الخرافة ينبع من توق الإنسان الأبدي لدخول أغوار عوالم الغيب واتقاء شرور المستقبل الغامض وكشف خبايا عالم الجن بأسلوب بسيط وبدائي يساعد على تخفيض التوتر والقلق الذي يعيشه الإنسان.
والتجار يؤمنون أيضاً
إن النساء عموماً سواء كن شابات أو كبيرات في السن يملن أكثر من الذكور إلى تصديق خرافات الجدات وتطبيقها في حياتهن اليومية، وذلك بالنظر إلى طبيعتهن العاطفية، لكن للرجال أيضاً بعض خرافاتهم، فبعض التجار ممن يبيعون الأواني الخزفية أو الزجاجية يرفضون تماماً الحصول على عوض عنها من الزبائن الذين تسببوا في كسرها، كذلك فيما يتعلق بأول زبون يدخل على التاجر محله، حيث يحرص التاجر على إرضائه بأي شكل من الأشكال، خاصة فيما يتعلق بالسعر فحتى لو اضطر هذا التاجر لتكبد خسارة أو على الأقل الاكتفاء بربح ضئيل، فإنه لا يمكن أن يدع أول زبون له يغادر المحل «مكسور الخاطر» حيث إن إغضاب الزبون الأول يعني جلب الشؤم والبوار لتجارته، هناك أعداد أخرى من التجار ممن يعتبرون أن تلك الخرافات ليست سوى تفسيرات غامضة وساذجة.
هل هي على حق؟
أتذكرون كم كانت جدتي وجدتك حريصات على آثارهم الجسدية من أظافر أو شعر أو حتى ملابس تحمل آثار عرقهن أو رائحتهن؟ أتذكر أنني كنت أسمعهن يحذروننا ألا نسمح لأحد بارتداء أي شيء من ملابسنا قبل غسلها تماماً ونشرها بالشمس، كما أنني أتذكر أن واحدة من صديقاتي أرادت أن تجرب خاتمي على يدها فنظرت لي جدتي نظرة ذات معن محذرة لي من السماح لتلك الصديقة بارتدائه، كنت أبتسم في داخلي من خرافات هؤلاء الجدات، ولكن الاكتشاف المذهل أن جدتي وجدتك هن بروفيسرات ومتخصصات في علم الطاقة.. كيف حدث هذا؟ أثبتت الدراسات الحديثة أن لكل إنسان مجالاً مغناطيسياً خاصاً به وهذا المجال له ترددات وذبذبات معينة تختلف من شخص لآخر وتحمل شحنات إيجابية أو سلبية حسب نفسية الشخص وحسب صفائها ونقاء قلبه من المشاعر السلبية،
المهم أن ما أذكره الآن هو آخر اكتشافات علم الطاقة التي تدهش عقول الأمريكيين والأوروبيين حالياً ولكننا نحن المسلمين لدينا منها رصيد ضخم من التراث الإسلامي يطالبنا بضرورة الإيمان بهذه الأشياء واعتبارها مسلمات، ماذا يحدث عندما يرتدي شخصاً آخر خاتمك؟ هذا سؤال يستحق الإجابة…إن خاتمك الذي ترتدينه منذ فترة طويلة قد أصبح له مجال مغناطيسي مطابق لمجالك تماماً وحتى تستطيعى إلغاء هذه الطاقة لابد من معادلتها ومحايدتها (جعل هذا الخاتم بلا شحنة وبلا ترددات) وهذا لايحدث إلا باستخدام طاقة أكبر وأقوى من طاقة الخاتم مثلما نفعل مع بطاقة الائتمان حين نريد إلغاء مغناطيسيتها فنوجه لها مغناطيساً أقوى منها يمحوه ويبطل مفعوله، والأمر يزداد تعقيداً إذا كان الخاتم فيه أحجار كريمة لأن طاقة المجوهرات والأحجار الكريمة قوية جداً وأقوى بكثير من المعادن ولذلك فهي تكتسب من طاقة صاحب الخاتم ببطء شديد جداً ثم بنفس الطريقة لا تستطيع التخلص من طاقة صاحب الخاتم إلا ببطء أشد بكثير، بالنسبة للخواتم المعدنية فهناك طريقة سريعة للتخلص من شحناتها وذلك بغلي هذا الخاتم على النار لأن درجة الغليان تمحي معها كل المعلومات التي يحملها الخاتم عن مجاله المغناطيسي، لذلك فالنصيحة الخطيرة التي أوجهها لك الآن هو أن تضعى أقوال جدتك موضع التنفيذ (احذر فلاتقرض خاتمك لأحد ولا تستعير خاتماً إلا من الأشخاص الذين تعرفهم وتشعر نحوهم بالراحة… طاقة الخاتم تؤثر جداً … هذه أسرار قوية جداً).