ظهرت العديد من التقاليد الغريبة للإحتفال بليلة رأس السنة منها ما بلغ حد الجنون ومنها ما كان غير طبيعي بالمرة. جاءت في البداية بطقوس هادئة كشرب الشمبانيا وعد عقارب الساعة وتحول الأمر لاحقاً إلي إلقاء الأثاث من النوافذ وأكل 12 ثمرة عنب وربما وواحدة تكسير الأطباق على أبواب الجيران أو رش المياه على المارة في الطرقات. عن أغرب عادات وطقوس رأس السنة، جولة حول العالم وكل ما هو فريد وجديد ومبتكر.
إعدام الجوارب في إنجلترا والعدس في إيطاليا.
طقوس الإحتفال بعيد رأس السنة في إنجلترا من أقدم طرق الإحتفال في العالم وفيه تتم إضاءة كافة أنوار لندن ويُقدم رأس الخنزير المشوي كطبق رئيسي على مائدة عيد الميلاد. يحدث أيضاً أن يتم المزج بين كثير من الأنشطة معاً لخلق الطابع الخاص بعيد الميلاد كما يتميز الإحتفال أيضاً بإعدام الجوارب ووضعها في المداخن وملئ أكياس الهدايا بها. وبكل رأس سنة جديدة، يتجمع الناس في ساحة الحمام بأعداد كبيرة للغاية حتي أن المارة لا يروا الحمام من شدة الزحام بل سيلاً من البشر وجموع المترقبين لساعة الصفر وبداية العام الجديد. أما في ألمانيا، فيتم تجميل وإضاءة الأشجار بفضل إعتقاد المواطنين بكونها أشجار الجنة وينتشر في تلك الليلة التفاح الحلو والمكسرات والشموع الكثيرة وبمجرد بدء العام الجديد، يبدأ الكبار في قراءة القصص للأطفال وبعدها يتم فتح الهدايا. ولأن الطعام هو الشيء المقدس لدى الإيطاليين، غني عن القول بأن موائد الإحتفالات ولا سيما ليلة رأس السنة يتم إعدادها جيداً لتزخر بمختلف أنواع الطعام. ومائدة رأس السنة خاصة لابد وأن تشتمل على أطباق العدس بسبب إعتقاد الإيطاليين أنه يجلب الرخاء المالي وتستمر حملات العام الجديد في إيطاليا حتى مطلع الفجر، فمن عادتهم الوطنية أن يقوموا بمشاهدة شروق شمس أول أيام العام الجديد. تقليد آخر من تقاليد الإيطاليين هو إلقاء الأثاث البالي من النوافذ في ليلة رأس السنة في حالة تخلصهم من مشاكل العام الماضي مما كان يسفر عن إصابة الناس بالجروح. تلك العادة لم تعد مُطبقة الآن، ولكن منذ 60 عاماً كانت قائمة. يحتفل الأسبان أيضا بليلة رأس السنة حتى بزوغ الفجر، وفي تلك الليلة الطويلة يأكلون فطائر الشيكولاتة بشراهة ونهم. خبز العيش أيضاً هو أحد أهم تقاليد الإحتفال بليلة رأس السنة في بولندا لإعتقاد أهلها أنه مصدر الرخاء خلال العام الجديد.
العرعر في هولندا والضوضاء في باريس
برغم حب أوروبا جميعها للضوضاء والضجيج كعلامات أساسية للإحتفال، إلا أن فرنسا تتعامل مع ذلك التقليد بشكل خاص فهناك إعتقاد قديم بأن الضوضاء تقوم بطرد الأرواح الشريرة بعيداً في تلك الليلة وعليه فهم يبالغون في الضوضاء والأصوات الصاخبة. ويعتقد الفرنسيون أن أول شخص يدخل المنزل في أولي أيام العام الجديد هو من يرمز للصورة التي ستكون عليها السنة بالنسبة لأصحاب البيت. وينبغي أن يكون زائر منتصف الليل هو ذكر في المقام الأول لإعتقادهم أن الذكر يجلب الثروة والنفوذ. تتمتع الدنمارك بتقليد غريب وهو إلقاء أطباق العام القديم على أبواب الجيران والأصدقاء وإذا وجد الشخص في صباح أول يوم من العام الجديد مزيد من الأطباق المهشمة أمام باب شقته، يصبح سعيداً حيث أن حياته جيدة ولديه العديد من الأصدقاء. أما بهولندا، فيتم جلب فروع نبات العرعر قبيل ليلة رأس السنة، وتُوضع أولاً حول المنزل ثم يتم حرقها. وبهذا التقليد، يتخلصون من الأمراض التي يمكن أن تصيبهم خلال العام الجديد.
في الحضارة اللاتينية:
العنب لنبوءة العام والأصفر للحظ
إنتشرت عادة أكل 12 ثمرة عنب بالتمام والكمال في العديد من الدول ولكنها تأصلت وأخذت شكلاً أكبر في المكسيك علي وجه الخصوص. ففي كل ساعة يقومون بتناول ثمرة عنب، وكل واحدة ترمز لشهر من شهور العام الجديد. ومع تذوق طعم كل ثمرة على حدة، فهم يتوقعون كيف سيكون الشهر المرتبط بكل منهما. إذا أراد الفنزويلي السفر كثيراً خلال العام الجديد، عليه حمل أمتعته حول المنزل طوال يوم 31 ديسمبر. وتُستقبل السنة الجديدة لديهم بإرتداء الملابس الداخلية ذات اللون الأصفر لإعتقادهم بأنها تجلب الحظ، ويقوم الفنزوليون بكتابة أمانيهم وأحلامهم قبل ليلة العام الجديد، ومع إقتراب منتصف الليلة، يجمعون تلك الأمنيات ويحرقونها في إشارة لإمكانية تحقيقها. في بورتوريكو، الأمر يختلف فشعب تلك البلدة الدافئة غالباً ما يحتفل بالعام الجديد بإلقاء الماء على المارة بالطرقات.وبهذه الطريقة يتخلصون من كل شيء سيء ويستعدون للأشياء الجيدة التي ستأتي مع بداية العام الجديد. يعملون أيضاً على جلب الحظ في السنة خلال العام الجديد وذلك برش المنزل والفناء بالسكر. أما في أمريكا الجنوبية وتحديداً في البرازيل، تكون السنة الجديدة مُفعمة بالحظ والسلام إذا إرتدى البرازيليون الملابس البيضاء في ليلة رأس السنة وأيضا تُوقد الشموع في تلك الليلة لإعتقادهم أن إلهة البحر ترى تلك الشموع وتحقق لهم رغباتهم وأمانيهم. يشتهر الشعب البرازيلي بعشقه للرقص في الإحتفالات، خاصة رقصة السامبا وتحتوي مائدة الطعام المائدة على الديك الحبشي ولحم الخنزير والأرز الملون وكثير من الفاكهة.
القفز في الفلبين والضحك في اليابان
يعتمد الشعب الصيني في الإحتفال بعيد رأس السنة على الزينة والإضاءة المبهجة حيث يقوم الصينيون بصنع الكثير من الأشكال الورقية المضيئة ووضعها حول شجرة عيد الميلاد كما يهتم الشعب الصيني بتعليق صور، ولوحات الأجداد أثناء تناول عشاء رأس السنة. ولعل الإحتفال في الفلبين هو الأغرب علي الإطلاق إذ يأمر الآباء أبناءهم بالقفز في منتصف الليل حتى يزداد طولهم خلال العام الجديد والغريب أنهم يمارسون هذه العادة منذ أمد بعيد ولم ينتبهوا لكون أحجامهم لا تزيد، ولا زالوا يصرون على أداء العادة ذاتها كل عام. أما في اليابان، فمن التقاليد المتبعة تزيين المنازل بأكاليل الزهور في ليلة رأس السنة لإعتقادهم بكونها تطرد الأرواح الشريرة وترمز للحظ والسعادة. ومع حلول العام الجديد، يشرع اليابانيون في الضحك عالياً وربما القهقهة لإيمانهم بأنه يجلب الحظ الجيد أيضاً.