فنان من العصر الجميل.. أحد رموز الحب في السينما المصرية.. أعماله خالدة فى الأذهان لا يمحيها الزمان.. احترم فنه، وكرس له حياته، فأجزل له العطاء ليصبح الفتى الوسيم أحد كبار فنانى عصره وصاحب تاريخ من أكبر الأعمال التى شهدتها شاشة السينما علي مر عصورها..
حالة فنية خاصة جداً.. تنتابك الدهشة حين تراه من بساطته وتلقائيته فتشعر بأنك بالفعل تعرفه من زمن.. حصل بحق على جواز المرور لقلوب وعقول الجماهير على مدار سنوات مشواره الفنى الطويلة..
ولأناقته ووسامته اللافتة، أصبح فتى أحلام الفتيات وفتى الشاشة المدلل.. عن السينما ومشواره الفنى، وهواياته وذكرياته.. فتح لنا الفنان الكبير كمال الشناوى خزينة أسراره ليشاركنا بعضاً منها..
كنت أحد رموز عصر الحب، أتراه اختلف.. كيف تراه اليوم؟
اختلف مفهوم الحب اليوم تماماً عما قبل. أصبح له أشكال ومقاييس جديدة ومختلفة. قديماً، كان الحب يعني التفاهم والأمان والدفء والحنان وكان ذلك كله متوفراً أما الآن فقد اختلف الأمر كثيراً.. أصبحت تلك المفردات تائهة ومفقودة تماماً وسط ذلك الخضم الهائل من كل أنواع العلاقات الأمر الذى جعل الحب بمفهومه الحقيقي أمر نادر الحدوث.
وما هي مواصفات المرأة التي تنال إعجابك ؟
نظرتي للمرأة تختلف عن نظرة أي رجل، فأنا فنان وممثل كما يعرف الجميع أنني رسام وفنان تشكيلي، لذا أول ما يجذبني للمرأة هو وجهها وابتسامتها وعيناها وبالطبع عقلها ثم يأتي بعد ذلك أي شئ. أعتقد أنني عكس كل الرجال فدائماً ما تنصب نظرة الرجل إلى المرأة على شكلها كأنثي و يأتي بعد ذلك كل شئ.
وأرى أنها نظرة خاطئة وقاصرة، فما قيمة الشكل الجميل بدون عقل مفكر. هذا لا يمنع طبعاً أنني أحب المرأة الجملية.
إذن تفضل المرأة الدميمة المفكرة علي الجملية الهوائية؟
أعتقد ذلك.. فما قيمة الجمال بدون عقل. لقد خلق الله لكل منا عقل يجب أن يستفيد منه لذا أراه أول ما يجب أن يجذب الرجل إلى المرأة.
عملت مع أغلب نجمات السينما المصرية، مع من كنت شديد الاستمتاع أثناء التمثيل ؟
هذا صحيح، عملت معهن جميعاً وكل نجمة لها طابع فريد ومميزات خاصة. وللحق، استمتعت بالعمل معهن جميعاً.. ولعل الفنانة الكبيرة شادية هى الأقرب لى حيث شكلنا ثنائياً جميلاً وقمنا بأداء أعمال كثيرة وأفلام ناجحة لا تزال محفورة فى ذاكرة السينما. فالفنانة شادية لها طراز خاص جداً وقد استمتعت بالفعل بالعمل معها.
الجميع ظن أن هناك قصة حب بينك وبين شادية، فهل كان ذلك صحيح ؟
غير صحيح علي الإطلاق. أعتقد أن الناس ظنوا ذلك من تعدد أعمالنا سوياً. فقدكانت علاقة عمل وصداقة وأكبر دليل علي ذلك هو أنني بالفعل تزوجت من شقيقتها عفاف شاكر.
زواج عفاف شاكر وراؤه سر كبير، فما هو؟
تعرفت علي عفاف شاكر عن طريق شادية ولم تربطنا قصة حب بدليل أن زواجنا لم يستمر أكثر من شهر ولكن السر وراء زواجنا أنا محتفظ به لنفسي ولن أبوح به ولكن يكفي أن أقول إنه كان إنقاذ موقف.. فأنا حقا فدائي.
وهل أثر انفصالك عن عفاف شاكر على علاقتك بالفنانة شادية ؟
مطلقاً، شادية فنانة جميلة ومتفهمة والدليل علي ذلك هو عملنا في «ليلة الحنة» و«الدنيا حلوة» بعد طلاقي من عفاف شاكر مباشرة.
بمناسبة الصداقة، هل تؤمن بالصداقة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا الشرقي ؟
بالطبع أؤمن بها ولكنها يجب أن تكون في حدود معينة. فطالما كل منا يخاف علي حياة وخصوصيات الآخر، ستصبح حقاً صداقة ناجحة وهذا ما كان يحدث معى فقد ربطتني صداقة بكل النجمات التي عملت معهن وكنا نكن لبعضنا البعض كل تقدير واحترام.
«سعاد حسنى لم تنتحر»
ومن أصدقاؤك المقربين من الوسط الفني؟
أحمد الله أن علاقتي بالوسط الفني كله جيدة جداً وكلهم أصدقائي وبيننا كل حب واحترام. كل من عملت معه كان بمثابة صديق لي. لكن الأكثر قرباً لي هو «عمر الحريري» فهو فنان موهوب ومتميز ومحترم.. ولا تزال تجمعنا علاقة صداقة حتي الآن، فنتبادل السؤال من حين لآخر، أيضاً الفنانة «نادية لطفي» من أكثر الفنانات قرباً لي، فهى فنانة متميزة وإنسانة متميزة أيضاً ومازلنا علي علاقة جيدة حتي الآن ولي معها العديد من المواقف التي لا تنسي.
هل لنا أن نعرف بعض تلك الذكريات؟
أتذكر أول مرة عملت معها كان من خلال فيلم «حبي الوحيد» مع الفنان «عمر الشريف» وعندما ذهبت للتصوير، كان أول لقاء بيننا. وجدتها فتاة في قمة الجمال والبساطة فجلست بجانبها ونظرت إليها وبدأت أغنى لها جزءاً من أغنية لعبد الحليم فقلت لها «حبيبي» فنظرت إلي بغضب واستغراب، فنظرت إليها وقلت لها «قصدي اللي كان حبيبي» فانفجرت بالضحك وأصبحنا أصدقاء من هذا اليوم وحتى وقتنا هذا، عندما تتحدث إلي أقول لها «حبيبي» وهي ترد «قصدي اللي كان حبيبي».
صورت عدداً لا يحصى من الأفلام، فما العمل الذي لا تنساه؟
صورت عدداً كبيراً جداًَ من الأفلام ولكن «الكرنك» من الأعمال المميزة وخصوصاً مشهد التعذيب الذي شاركتنى فيه «سعاد حسني».. كان مشهداً صعباً للغاية، لكنه نجح بشدة، كم كانت الفنانة سعاد حسني مميزة ولها طراز خاص جداً وإطلالة لا يمكن نسيانها. فمن ينسي الفتاة الشقية صاحبة الوجه الجميل البرئ والروح المرحة.
كنت تعرف سعاد حسنى عن قرب، فهل تظن حقاً أنها انتحرت؟
كانت سعاد فنانة شاملة لديها قدرة كبيرة علي الرقص والتمثيل والغناء وكانت تتميز عن بنات جيلها ولا أحد يختلف على أدائها الراقي السهل البسيط الذي يصل للناس جميعاً، فقد جسدت أدوار تعد من أهم الأدوار فى السينما المصرية. ولعل أكثر ما كان يميزها هى روحها المرحة وتفاؤلها الشديد. وأنا علي يقين تام أنها لم تنتحر علي الإطلاق، فهذا أمر من رابع المستحيلات. ومن خلال عشرتي لها أستطيع أن أجزم أنها لم تنتحر، وأؤكد أن موتها وراؤه لغز كبير جداً.
ما أجمل قصة حب عشتها علي الشاشة؟
عشت أكثر من قصة حب رائعة علي الشاشة من خلال عدة أفلام وأخص بالذكر «ليلة الحنة» و«عاشت للحب والوضيعة»، عملان لا أنساهما علي الإطلاق فقد عبرا عن الحب بصدق ولا يزالان عالقين بذاكراتي وذاكرة الجمهور حتي الآن.
كيف كنت تتعامل مع معجباتك ؟
أعترف أنه كان لدي عدد كبير جداً من المعجبات ولكنه كان شئاً يسعدني، فحب الناس إحساس لا أستطيع وصفه. كنت أتعامل معهن جميعاً بلطف وحب واحترام. لكن بالطبع في بعض الأحيان، كانت هناك مواقف من بعض المعجبات كانت تجعلني لا أستطيع التصرف .
«السينما اليوم بلا مضمون»
حدث إذن ولا حرج..
لا أنسي عندما كنت أسكن فى شقة تطل علي مدرسة الأورمان الثانوية للبنات، كانت الفتيات تصرخ ويغمى على بعضهن حين يرونى. وكنت ما زلت في بداياتي. ولا أنكر أنه من الأمور التى تسعدنى بشدة.
موقف آخر لا أنساه أيضاً، حين كنت أصور فيلماً فى الأردن ومعي بعض الأصدقاء وذهبنا لنسهر وبمجرد دخولي المكان، وجدت كل الفتيات حولي وكل منهن تعبر عن إعجابها ولكن ما أتذكره جيداً سيدة صممت يومها أن ترقص معي وبالفعل حدث ذلك وقالت لى أنها كانت مضربة عن الزواج وكانت مصممة علي الزواج من رجل يشبهني فسألتها وهل وجدتيه فأخبرتنى أنها أخيراً وجدته وأنه يشبهني تماماً وتزوجته بالفعل وعندما رأيت زوجها وجدته لا يشبهني علي الإطلاق.. فابتسمت وقلت لنفسي أنه من الواضح أنه من شدة حبها لي أصبحت تري كل الرجال يشبهونني..!!
ما رأيك في حال السينما الآن؟
مختلفة تماماً عما سبق.. عدد كبير من الأفلام بلا مضمون ولا معني.. قلت بل ندرت الأعمال التى تحوى مضموناً جاد بعكس السينما زمان حيث كان نادراً ما يخلو عملاً من الدراما المحكمة والمضمون القوى.. أرى أن الفن بصورة عامة عبارة عن رسالة ينبغى نقلها بصورة جيدة.
لكنك شاركت هاني رمزي في «ظاظا»؟
هذا صحيح، شاركت في هذا العمل والسبب أولاً واجبنا فى مساندة الفنانين الشباب. وللحق، شعرت بأن هاني فنان موهوب ويريد أن يقدم شئاً محترماً ومميزاً فقلت لما لا فلذلك وافقت هذا بالإضافة إلي أن الدور كان مناسباً لي، لذلك وافقت عليه ولكن هذا لا يعني أني موافق علي كل موجات الأفلام الموجودة الآن.
ما المعايير التي تجعلك تقبل الدور أو ترفضه؟
أهم شئ أن يكون جديداً علي تماماً ولم يرانى الجمهور في مثله من قبل. لذا، كنت شديد الحرص علي أن تكون اختياراتي دائماً منوعة ومميزة وكنت أرفض الأدوار المكررة فأنا ضد فكرة التواجد من أجل التواجد، يجب أن يكون للدور مضمون ورسالة تخدم المشاهد وأهم شئ أن أشعر به حتي يصل إلي الناس بصدق.
مازلت محتفظاً بأوج النجومية حتى الآن.. فما السر في ذلك؟
السر فى ذلك أنني طوال حياتي، لم يشغلني سوى الفن.. احترمت فنى وفنيت فيه حياتى.. بالإضافة إلي أنني لم أقدم أي نوع من أنواع التنازلات علي مدار مشواري الفني الطويل.. كما أنني حرصت على تنويع أدواري بين الرومانسية وأدوار الشر والكوميديا.وأري أن هذا أيضاً من أهم أسباب نجاحي، فالفنان الحق الذي يريد أن يصنع تاريخاً، عليه تطوير نفسه والتجديد فى أعماله بحيث لا يعيش حبيساً لأدوار بعينها، وأعتقد أن احترامي لفني وجمهوري هو سر نجوميتي.
درست في الفنون التطبيقية والجميع يعلم حبك للرسم، هل مازلت ترسم حتى الآن؟
منذ صغري، وأنا عاشق للرسم والفن بشكل عام.. رسمت عدداً جيداً من اللوحات ومازلت أرسم إلى الآن. في الصيف الماضي، اصطحبت أدوات الرسم من لوحات وأدوات زيت لمارينا وبدأت أمارس هوايتي المفضلة وساعدني علي ذلك جمال الطبيعة والهدوء والاسترخاء.
وماذا عن ذلك الحلم القديم الذى لا يزال يراودك حتى الآن؟
هذا صحيح.. مازلت أحلم بإقامة معرض خاص لعرض لوحاتي، تحت عنوان «قديم وجديد» ويجمع ما بين اللوحات التي رسمتها قديماً وأنا مازلت شاباً صغيراً وهذا يكون الجزء القديم والجزء الجديد يضم اللوحات التي رسمتها مؤخراً وبذلك يجمع بين لوحاتي القديمة والجديدة..حلم قديم يراودني حتي الآن وأتمني أن يمهلنى القدر لتحقيقه.
هل سنسمع عن عمل جديد الفترة القادمة؟
كل ما يشغلني الفترة القادمة هو انني احضر كي ابدأ في تصوير قصة حياتي و لقد انتهيت من كتابة جزء كبير منها. سأروي القصة كلها بنفسي و من خلال هذه الحلقات سافصح عن اشياء و اسرار لم افصح عنها من قبل و اشياء لا يدري بها احد الا انا, و من المفترض ان يتم اذاعتها علي احد القنوات الفضائية و سيقوم نجلي محمد الشناوي باخراجها و انا سعيد جدا بذلك و اتمني ان تنال اعجاب الجمهور الذي وهبني حبه و الذي وهبته انا كل حياتي.