حلم أى إنسان أن يعيش حياة مستقرة مع زوجته وأبنائه، ولكن يبدو أن هذا الحلم البسيط كان صعب المنال لكثير من الفنانين ممن أقدموا على تجربة الزواج لأكثر من مرة، وعلى الرغم من أضواء الشهرة والنجومية والمال الوفير وجميعها من المفترض أن تجعل حياتهم الأسرية سعيدة، إلا أن الواقع كان شديد الإختلاف.
ساحر النساء يموت حراً
لا يمكن الحديث عن النجوم ممن تزوجوا أكثر من مرة دون أن نذكر فى البداية دونجوان السينما المصرية رشدى أباظة الذى يعد من أبرز النجوم إرتباطاً وزواجاً سواء بسيدات من داخل الوسط الفنى أو خارجه، ولعل فيلم الزوجة 13 الذى قام ببطولته مع الجميلة شادية هو بحق الأقرب لشخصيته، وعلى الرغم من أنه لم يتزوج 13 مرة مثل دوره فى الفيلم، إلا أن حياته كانت مليئة بقصص الحب التى لم تنتهى بالزواج، وإذا تحدثنا بشكل تفصيلى عن زيجات ساحر النساء، سنجد أن كل منه تصلح أن تكون فيلماً سينمائياً، فالأولى كانت من الفنانة تحية كاريوكا وكانت حينها نجمة كبيرة، أما هو فكان لايزال يتلمس خطواته الأولى فى عالم التمثيل ولم يكن الفرق بينهم فى مستوى النجومية فقط بل كان أصغر منها بحوالى 8 سنوات وكانت متزوجة قبله ست مرات. ورغم ذلك جمع الحب بينهم واستمر الزواج لمدة ثلاث سنوات حتى انتهى بالطلاق بعد أن وجدته مع فتاة فرنسية فى لبنان. ورغم طلاقهما، إلا أن صداقتهما استمرت حتى وفاته. وبعد انفصاله عن كاريوكا أحب سيدة أمريكية حسناء تدعى بربارا ولكنها كانت متزوجة من صديقه بوب عزام وكان من أقرب أصدقائه، فرفض أن يقيم أىة علاقة معها إلا بعد طلاقها وبالفعل تزوجها فور طلاقها وأنجب منها ابنته الوحيدة قسمت، وفى هذه الفترة لمع رشدى أباظة وانهالت عليه البطولات السينمائية ولكن دبت الخلافات بينهم بعد فترة وتم الانفصال لتأتي بعدها سامية جمال وتكون الزيجة الثالثة لأباظة والتى يمكن أن نصفها بأنها أكثرهم نجاحاً حيث استمر الزواج 18 عاماً ونجحت سامية جمال فى التعامل معه والتكيف مع نزواته ومشاكله وكسب ابنته ووالدته الإيطالية. أما الزيجة الرابعة فى حياة الدونجوان فهي دعابة تحولت لزواج حين سافر لبيروت لبطولة فيلم إيدك عن مراتى مع صباح وأثناء الحفل تزوجها واكتشف كلا منهما الخطأ الذى ارتكبه فتم الطلاق بعد أسبوعين فقط، وعاد رشدى لسامية التى سامحته على تلك النزوة، أما زواجه الأخير فكان تقليدياً ومن خارج الوسط الفنى من السيدة نبيلة أباظة إبنة عمه حيث تزوجها قبل وفاته بسنتين ومع بداية اكتشافه لمرض السرطان طلقها بحجة أنه عاش طوال حياته حراً ويريد أن يموت حراً أيضاً.
الشناوى صاحب الخمس زيجات
يبدو أن دونجوانات السينما فى الماضى لم يكتفوا بلعب هذا الدور على شاشة السينما، وإنما طبقوه فى حياتهم الخاصة، ومنهم الفنان كمال الشناوى الذى تزوج خمس مرات وكانت لكل زيجة قصة مختلفة، الأولى كانت غريبة بعض الشىء، حيث تزوج الفنانة عفاف شاكر الشقيقة الكبرى للنجمة شادية والتى قدم معها واحدة من أهم دويتوهات السينما المصرية، وقد ربطت الإشاعات بين شادية وكمال الشناوى وتوقع الجميع أن يتزوجا، إلا أنه فاجأ الجميع بزواجه من عفاف ولم يستمر الزواج طويلاً بل سرعان ما تم الطلاق ليتزوج بعدها من الراقصة هاجر حمدى ولكنه اشترط عليها قبل الزواج اعتزال الرقص نهائياً فوافقت وتم الزواج ليعيشا حياة سعيدة وتنجب له ابنه الأكبر محمد الذى أصبح فيما بعد مخرجاً سينمائياً ولكن هذه السعادة الزوجية لم تستمر طويلاً بسبب غيرتها الشديدة عليه خاصة أنه كان فى أوج تألقه الفنى، ويقضى معظم وقته فى بلاتوها السينما، أما هى فقابعة فى منزلها بعد اعتزالها التمثيل والرقص ومن ثم تم الطلاق بينهم. فى الزيجة الثالثة قرر كمال الشناوى الإبتعاد عن الفنانات، فتزوج سيدة من خارج الوسط الفنى وهى زينب الدجوى والتى أنجبت له إبنه الثانى علاء، ولكن يبدو أن الإستقرار أبى أن يستمر طويلاً فى حياته، حيث تعرف على الفنانة ناهد شريف أثناء تصويرهما فيلم زوجة ليوم واحد ووقعت ناهد فى حبه لدرجة أنها طلبت منه الزواج وكان حينها لايزال متزوجاً من زينب الدجوى فقرر كمال الشناوى الزواج منها خاصة بعدما شعر أنه لن يستطيع الإبتعاد عنها واستمر الزواج 6 سنوات عاشا خلالها حياة زوجية سعيدة حيث ابتعدت ناهد عن أدوار الإغراء ولكن بعد فترة لم تستطع تحمل فكرة أنها زوجة ثانية وأنه يقسم وقته بين زوجته وأبنائه وبينها، فرفضت هذا الوضع وطلبت الطلاق. أما الزواج الأخير فكان من سيدة سورية تدعى سمر واستمر معها حتى وفاته.
وقضي الزواج علي عماد حمدى
لم تختلف قصص زواج الفنان عماد حمدى كثيراً عن غيره من نجوم السينما وإن كان الفرق أن إحدى زيجاته كانت سبباً فى إصابته بالحزن والإكتئاب فى أواخر حياته، تزوج عماد حمدى ثلاث مرات، الأولى كانت من فتحية شريف وكانت ممثلة مسرحية فى مسرح الريحانى حيث أعجب بها وتزوجها وعاشا معها حياة سعيدة وهادئة خاصة بعد إنجابها ابنه نادر، ولكن هذه الحياة المستقرة لم تستمر طويلا ووقع الطلاق بينهما وبعد انفصاله عن فتحية، كانت شادية زوجته الثانية حيث إلتقى بها أثناء اشتراكهما فى مشروع خيرى يسمى قطار الرحمة ينتقل بالفنانين إلى المحافظات لجمع تبرعات لأعمال الخير ودعم الثورة. وبعد قطار الرحمة جمع بينهما فيلم أقوى من الحب حيث توطد الحب بينهم واتفقا على الزواج رغم معارضة عائلة شادية بسبب فارق السن حيث كان عماد يكبرها بـ21 عاماً ورغم ذلك أصرت على الزواج منه وتوقع عماد حمدى أن يعيش حياة زوجية سعيدة مع شادية ولكن دبت الخلافات والغيرة بينهم وحدثت مشاجرات عديدة انتهت إحداها بصفعة عنيفة على وجه شادية فقررت الإبتعاد عنه ورغم محاولاته العديدة للصلح إلا أن رفضت العودة إليه فتم الطلاق ولكن لم تنقطع الصداقة والأعمال الفنية المشتركة حيث جمع بينهما العديد من الأفلام. ظل عماد حمدى بعد انفصاله عن شادية عازبا لمدة 6 سنوات حتى إلتقى نادية الجندى وكانت حينها وجهاً جديداً شاركته فيلم زوجة فى الشارع ضمن نجوم آخرين، وعندما رآها أعجب بها وطلب الزواج منها فوافقت على الفور برغم فارق السن التى تقول عنه نادية الجندى أنه كان 40 عاماً. وبعد عام واحد من الزواج، أنجبت له إبنه هشام وساعدها الزواج على الإنطلاق فى مشوارها الفنى فأنتج لها عماد حمدي بمبة كشر وكان البطولة الأولى لها، وفى مذكراته التى صاغتها الناقدة إيريس نظمى تحدث عن قصة إنتاج الفيلم فقال أنه وضع فيه كل أمواله وحتى يتجنب متاعب الضرائب كتب الفيلم بإسمها واتفق معها أن يأخذ نسبة من الإيرادات. وبعد نجاح الفيلم رفضت إعطائه نسبته من الإيرادات كما أخذت شقته بالزمالك، فلم يتحمل ما حدث وطلقها بعد 13 سنة زواج وذهب ليعيش مع ابنه نادر وأسرته فى شقة متواضعة وقضى أيامه الأخيرة فى اكتئاب وحزن.
صلاح ذو الفقار يتزوج سراً
كثير من نجوم الفن فى الماضى كانوا يرتبطون فى البداية بسيدات من خارج الوسط الفنى، بعدها يرتبطوا بفنانات وربما يكون هذا بسبب عملهم سوياً فى أعمال فنية ومن ثم يربط الحب بينهم ومن هؤلاء الفنان صلاح ذو الفقار حيث تزوج 4 مرات، كانت الأولى من نفيسة بهجت وهى أرملة ولها أبناء وكانت من رائدات العمل الإجتماعى وتزوجها عن حب وراعى أبنائها وعاملهم كأبنائه وأنجبت له أبنائه أحمد ومنى ولكن لم تستمر حياتهم السعيدة كثيراً، فانفصلا شكلياً ولكنه لم يطلقها حتى توفاها الله. أما الزيجة الثانية فكانت من داخل الوسط الفنى، حيث تزوج الفنانة زهرة العلا وبدأت قصة الحب أثناء اشتراكهما سويا فى فيلم رد قلبى ومن المفارقات الجميلة أنه عند إعلان زواجهما فى الفيلم اقترح عليها أن يتزوجا فى الحقيقة قائلاً ما تيجى نخليها بجد ليتزوجا بالفعل واتفقا على أن يظلا زواجهما سريا لفترة حفاظاً على مشاعر أبنائه فوافقت وعاشا حياة سعيدة ولكنها بعد فترة لم تتحمل أن يظل الزواج سرياً وطلبت منه إعلان الزواج ولكنه لم يوافق فقررا الإنفصال بعد عام ونصف من الزواج ولكنهما استمرا كأصدقاء واشتركا سوياً فى العديد من الأعمال الناجحة.أما الزواج الأشهر فى حياته فكان بالفنانة شادية حيث ربط الحب بينهما أثناء تصوير فيلم أغلى من حياتى وتزوجا بعدها بعدة أشهر وعاشا أشهر قليلة فى سعادة لكن رغبة شادية فى الإنجاب أدت لحدوث مشكلات حيث حملت ومكثت فى المنزل 5 شهور لا تتحرك حتى يثبت حملها، لكن كما حدث فى زيجاتها السابقة فقدت الجنين مما أثر على نفسيتها ووقع الطلاق بعد أقل من عام، فى تلك الفترة حاول كثير من الأصدقاء المشتركين الصلح بينهما فعادا مرة أخرى واستمر زواجهم 4 سنوات ولكنهما انفصلا ثانية بشكل نهائى وقدم هذا الثنائى الرائع خلال زواجهما العديد من الأعمال الرائعة مثل كرامة زوجتى ومراتى مدير عام وعفريت مراتى، أما آخر زيجاته فكانت السيدة بهيجة مقبل وهى من سيدات المجتمع وكان لها أبناء من زواج سابق ودام زواجهم 18 عاماً حتى وفاته.
وحش الشاشة يتزوج فى عمر الزهور
فى حوار تليفزيونى أجرته المذيعة اللامعة ليلى رستم مع الفنان فريد شوقى عام 1966 سألته عن زوجته الفنانة هدى سلطان بإعتبارها زوجته الأولى، ففاجئها بأنه تزوج ثلاث مرات قبلها مما أصابها بدهشة كبيرة، قائلة أن الكثيرين لا يعرفون هذه الحقيقة وتحدث وحش الشاشة خلال اللقاء عن زيجاته الثلاثة السابقة فقال أن الأولى من خارج الوسط الفنى وتزوجها ولا يزال عمره 18 عاماً حيث أحبها بشدة وصمم أن يتزوجها ولكن لم يستمر الزواج طويلاً فسرعان ما تم الطلاق. أما زوجته الثانية فكانت طالبة فى كلية الحقوق وزميلته فى معهد السينما ولكنها فى قسم النقد واستمر زواجهم سنة واحدة فقط حيث تم الطلاق عندما شعر فريد أن زوجته لا تسانده أو تشجعه بالعكس كانت دائماً تصر أنه ليس موهوباً ولا يصلح أن يكون ممثلاً. أما الزواج الثالث فكان من ممثلة مغمورة تدعى زينب عبد الهادى وأنجب منها ابنته الكبرى منى. وإذا كانت الزيجات الثلاث السابقة لم تستمر طويلاً، فإن زيجته الرابعة بالفنانة هدى سلطان كانت الأكثر استقراراً حيث استمر زواجهم قرابة 18 عاماً وكانت بداية تعارفهم من خلال أول فيلم حصل فيه على البطولة المطلقة وهو حكم القوى حيث تقرب كل منهما للآخر وعرض عليها الزواج ليتزوجا فى اليوم الأخير من التصوير وكانت ثمرة الزواج ابنتان هما ناهد ومها وأكثر من 20 عملاً كثنائى مميز ورغم استمرار الزواج كل تلك السنوات، إلا أن الخلافات دبت بينهم بسبب غيرتها الشديدة عليه حيث تحدثت الصحف اللبنانية والعربية حينها عن علاقاته الغرامية فأصرت على الطلاق لينتهى واحداً من أنجح الزيجات الفنية. أما آخر زوجاته فكانت من السيدة سهير ترك من خارج الوسط الفنى وأنجبت له عبير ورانيا واستمرت معه حتى وفاته عام 1998.
ثلاث فنانات فى حياة أنور وجدي
يعتقد الكثيرون أن الفنان أنور وجدى تزوج بأجمل فنانات حملتا اسم ليلى وهما ليلى مراد وليلى فوزى فقط، ولكن الحقيقة أنه تزوج قبلهما الفنانة إلهام حسين التى اشتهرت بالعديد من الأفلام مثل رصاصة فى القلب ويوم سعيد وحب من السماء ولم يستمر هذا الزواج طويلاً فبعد أقل من عام من الزواج بدأت الخلافات بينهم لدرجة أنها طلبت من محمد كريم مخرج فيلم يوم سعيد عدم الإستعانة بأنور وجدي فى الفيلم ونفذ لها ما طلبت خاصة أن أنور كان لايزال فى بدايته السينمائية، ومع زيادة الخلافات وطلبها الطلاق لأكثر من مرة، تم الإنفصال ليتزوج بعدها الفنانة ليلى مراد فى واحدة من أشهر الزيجات الفنية واستمر زواجهم سبع سنوات قدما خلالهما أجمل وأهم الأفلام، وبعد انفصاله عنها تزوج من حبه القديم ليلى فوزى والتى أحبها قبل زواجه من ليلى مراد وكان ينوى الزواج منها ولكن والدها رفضه، وبعد انفصاله عن ليلى مراد، عاد الحب بينهما مرة أخرى أثناء تصوير فيلم خطف مراتى وتزوجا بالفعل ليحقق أنور حلمه الذى تمنى تحقيقه ولكن حلم السعادة لم يكتمل حيث أصيب بمرض السرطان وبعد ثمانية أشهر من الزواج كانت الوفاة.