حارة اليهود حى عتيق يقع بجوار شارع الموسكى بالقاهرة ويتبع حى الجمالية. إنها ليست حارة صغيرة كما قد يوحى اسمها لكنها حى كامل يضم نحو 360 زقاق وحارة، بها قضي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر طفولته وسكنتها ليلى مراد وآخرين من أعلام التاريخ المصري وهي الآن من أكثر أحياء القاهرة إزدحاما بالمارة والباعة والزبائن
كان من الممكن أن تصبح أحد أفضل الأماكن الأثرية بالعاصمة ولكن مع تدهور الأحوال لم يتبق من التراث القديم للمنطقة سوى قليل من المعالم التي ميزت الحارة لسنوات عديدة. كانت حارة اليهود تضم فيما سبق 13 معبداً يهودياً لم يتبق منهم سوى ثلاث معابد مهجورة تماماً وهي معبد موسى بن ميمون أو «راب موشي» باللغة العبرية وبني على مساحة 600 متر مربع وأطلق عليه إسم أحد أعلام اليهود بمصر وكان طبيباً وفيلسوفاً شهيراً في عهد صلاح الدين الأيوبي مع بدايات القرن الثاني عشر الميلادي، والمعبد الثاني يطلق عليه «بار يوحاي» ويقع في شارع الصقالية بينما المعبد الثالث في درب نصير وهو معبد «أبوحاييم كابوسي». أنشئت حارة اليهود كما تقول الروايات التاريخية عام 1848 وكما أن كثير من اليهود عاشوا في تلك المنطقة كان هناك مئات السكان الآخرين من المسلمين والمسيحيين كما أن قبل ثورة يوليو 1952 كان يسكنها حرفيون من أصحاب الديانة اليهودية في الأساس ممن تميزوا بصناعة الذهب والفضة والأحذية ومواقد الجاز وإصلاحها وترميم الأثاث، كما تركز عمل التجار منهم في الأقمشة والورق والأدوات الكهربائية. وقد عاش اليهود بتلك المنطقة لسببين هما الدخل المحدود والقرب من مصادر أكل العيش بالنسبة للحرفيين الذين كانوا يعملون فى الصاغة، وعندما كانت حالة اليهود المادية تتحسن كانوا يتركون الحارة ويذهبون لمناطق أخرى، مثل عابدين أو باب اللوق أو باب الشعرية والذي كانت أحواله المالية تتحسن إلى حد الغنى كان يذهب إلى العباسية أو مصر الجديدة أو حي الزمالك
ومن العلامات المميزة لحارة اليهود «الأوديش» أو مجمع إيواء فقراء اليهود وهناك أكثر من 10 أوديشات بعضها يسكنها الأهالي والبعض الآخر تحول لورش خراطة والأوديش عبارة عن مكان واسع مربع الشكل يتكون من طابقين بكل طابق مجموعة صغيرة من الغرف الضيقة التى أصبح يملكها مسلمون ومسيحيون حالياً بإستثناء 4 غرف مازالت الجالية اليهودية تدفع إيجارها
لم يعد هناك شيء يدل على حارة اليهود التي تتوسط القاهرة الفاطمية الآن سوى نجمة داود السداسية المشغولة بالحديد على أبواب بعض المنازل القديمة المتبقية وإسمها الذي صمد لسبب أو آخر فهي الآن موقع هام جداً للتجارة حيث أصغر مساحة لمحل قد تباع أو تؤجر بأسعار خيالية. إن محلات حارة اليهود والتي كبرت وتضم عشرات الحارات غالبيتها يتاجر في البضائع الصيني تضم ملابس ولعب أطفال وخردوات وأدوات منزلية التي يقبل عليها المواطنون لشراء ملابسهم ومستلزمات العرائس، وتحتوي حارة اليهود على ما يقرب من 10 آلاف محل تجاري يتحكم فيه ما يقرب من 20 مستورداً كما أن المواطنين يلجأون إلى الحارة لإنخفاض الأسعار، ومع أن السوق تدهور بعد 2011 يظن الكثيرون في المنطقة أنه يشهد حالة تحسن الآن وأن هذة الحالة مستمرة